2015-03-07 • فتوى رقم 72486
السلام عليكم
أنا موظف، وقد اشتريت منزلا بقرض بنكي يتعامل بالفوائد، ومدة القرض هي 7 سنوات، مرت منها سنتان وبضعة أشهر، ولكني أردت أن أبيع المنزل حتى أتخلص من هذا القرض، ومعه قرضان صغيران آخران، إلا أن زوجتي تقول لي: بألا أبيع المنزل حتى لا نكتري منزلا، بينما نحن نملكه، وهو موضوع القرض، وزوجتي يعلم الله مدى المودة بيننا، ولكني أعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فهل أبق المنزل حتى تنتهي مدة القرض أم أبيعه وبثمنه أسدد القرض ثمن المنزل ومعه القرضان الصغيران؟
أفيدوني حفظكم الله وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن لم تتمكن من التخلص من القرض إلا ببيع البيت فبعه، وسدد القرض، وتب إلى الله تعالى، فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278-279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.