2015-03-10 • فتوى رقم 72529
أنا دكتور جامعي، كنت أعمل في أحد الجامعات الغربية، وللحفاظ على أبنائي قررت الانتقال إلى دولة عربية، قدمت طلبا لأحد الجامعات العربية للعمل كأستاذ مساعد، بعدها تم إعلامي من قبل رئيس القسم بقبول إدارة شؤون الموظفين لطلبي للعمل كأستاذ مشارك (أي رتبة أعلى)، ولكن لا أدري إن كان الموظف غافلا عن ذلك أم أنهم على دراية، ولكن يريدون إشغال هذا المنصب بمؤهلات غربية؛ لأن الجامعة تطلب أستاذا مشاركا على الأقل، مع العلم أن رئيس القسم يعلم أني بدرجة أستاذ مساعد، أخبرته مرة أخرى أني أرغب بأن تكون أموري قانونية، مع العلم أنه تم قبولي بجامعة أخرى كأستاذ مساعد، ولكن قامت الجامعة الأولى بإصدار فيزا لي وبدون مشاورتي على تفاصيل العقد، وبالتالي لم أستطع قبول عرض الجامعة الأخرى؛ لأنها لن تسطيع إصدار فيزا لي، فوضعت تحت أمر واقع، وحيث إني كنت بلا عمل، فأتممت الإجراءات على مضض، وعملت بهذه الجامعة كأستاذ مشارك لمدة سنة، وكان أدائي ممتازا، ليس بشهادة رئيس القسم فحسب، بل بشهادة أعضاء القسم كافة، كما وأني كنت مرجعا علميا (بفضل الله ودون مفاخرة) حتى لمن هم بدرجة برفسور، ولكن لم أعرف طعم النوم طوال السنة، وكنت خائفا بأني لا أستحق هذا العمل وهذا المال، وإني أطعم أولادي مالا حراما، فقررت عدم تجديد العقد، وتقديم استقالتي، ولكن رفضت مرتين من قبل عميد الكليةـ ورئيس القسم الجديدين، وذلك لما وجدوه في أدائي المتميز بفضل الله، حتى إن الطلبة طلبوا مني أن أبقى لما وجدوه من إخلاص في إعطاء المادة العلمية، ولكن أصررت على الاستقالة، وتركت العمل، فهل علي إثم؟ وهل النقود التي تلقيتها حرام؟ ورجعت قهرا إلى الدول الغربية، وأنا الآن عاطل عن العمل منذ السنة الماضية، وما زلت أخاف الله من مكوثي في الغرب، لذا فما زلت أحاول إيجاد عمل في دولة عربية، وجميع الوظائف في مجالي تطلب أستاذا مشاركا، كما علي أن أبرز شهادة الخبرة، والتي أعطيتها من الجامعة التي استقلت منها كأستاذ مشارك، وبدون ذلك لن أحصل على عمل، فهل أقدم لهذه الوظائف كأستاذ مشارك أم أبقى بلا عمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن علم عميد الكلية بالمؤهل الحقيقي الذي تحمله أنت، وعينك في مكان أرقى منه، وكان ذلك من صلاحياته فلا مانع من ذلك ولا إثم ولا حرج، ولك أن تبحث عن عمل آخر وتقدم الشهادات التي تحملها فعلا، ولا مانع من أن تعين في مكان أعلى بالشروط السابقة المذكورة، ولك أن تعود إلى الجامعة التي كنت فيها، وأسال الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.