2015-03-15 • فتوى رقم 72638
حكم قضاء الصلاة الفائتة.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
لدي تساؤل بالنسبة لقضاء الصلاة الفائتة، قرأت في موقع آخر الجواب التالي: لكني أريد تأكيدا منكم ليرتاح بالي، الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله– أنها لا تصحّ، بل ولا يشرع له قضاؤها، قال رحمه الله في الاختيارات (34): "وتارك الصلاة عمدا لا يشرع له قضاؤها، ولا تصح منه، بل يكثر من التطوع، وهو قول طائفة من السلف، وممن رجح هذا القول من المعاصرين الشيخ ابن عثميين رحمه الله في الموضع السابق، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) متفق عليه. أنا بدأت الصلاة في سن 23 عاما، يعني لم أصل منذ سن السابعة، لم أكن أنكر الصلاة كركن من الإسلام، لكن التراخي، والمعاصي، وطيش الشباب، والمس، أبعدني عن الصلاة، عندما بدأت الصلاة في عمر 23 عاما، كنت أجمع الصلوات، وليس هناك خشوع، وتديني ضعيف، يعني أجهل أركان الصلاة، سجود السهو، لا أتلو القرآن، الحمد لله منذ 2012، تحسن ديني جيدا بعد، خفف المس عني، أصبحت أجاهد نفسي عن المعاصي، الاجتهاد في الطاعات من قيام الليل، النوافل، الرواتب، الصدقة، حضور مجالس الذكر، الاستماع للقرآن يوميا، قراءة كتب الدين، صيام الخميس، وصيام التطوع في شوال، يوم عرفة، يوم عاشوراء، صيام شعبان، أصلي الصبح والعشاء جماعة، حفظت بعض السور القصار ولله الحمد، بدون رياء أذكر لكم بعض الطاعات التي منًّ الله عليّ بها، السؤال: هل علي قضاء الصلوات ل 15 عاما فاتت؟ يعني حوالي 28575 ركعة؟ أم التوبة النصوح والنوافل يجزئان في الأمر؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالصلوات الفائتة تبقى ديناً في ذمة الإنسان المسلم ولا بد من قضائها، فكل ما هو مطلوب منك الآن أن تقدر وتخمن ـ بحسب اجتهادك الأوقات التي تركت الصلاة فيها بعد بلوغك، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلاً من السنن الحالية إذا تعذَّر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، وأسأل الله تعالى لك القبول، وأرجو أن توفق مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيراً بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة. وأرجو لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.