2015-03-16 • فتوى رقم 72661
لي جار معتاد على فعل الفحشاء والمنكر، ويأتي بنساء في بيته لممارسة الفحشاء والرذيلة معهم، علما بأنه متزوج، وله أولاد صغار، ويقوم باستغلال أوقات ذهاب زوجته وأولادهما إلى بيـت عائلتـها لزيارتهم وقضـاء بعض الوقت عندهم، ويقوم حينئذ بفعل هذه الأفعال المخلة، فقمت بالذهاب إليه مؤخرا، وطلبت لقائه منفردا في مكان بعيد عن محل سكننا، وسردت له أنني شاهدته أكثر من مرة وهو يأتي بامرأة غريبة عنه إلى بيته، ويغلق عليهما الباب، ويقضون ساعات منفردين، وكل ذلك في عدم وجود زوجته أو أي أحد غيرهما، مع العلم أنني لم أفعل هذا إلا بعد مرور ستة أشهر تقريبا عن مشاهدتي وتأكدي من تلك الوقائع، فحاول أن ينكر في أول الأمر، ولكنة بدأ يبدى الاعتراف بعد ذكري أمارات معينة له، فوضحت له أني لا أريد فضحه مطلقا، وأن هذا سيظل سرا بيننا فقط، ولكن نصحته بعدم تكرار تلك الفعلة التي تهتز لها السماوات السبع، وهددته أنه في حال معاندته وتكرارها سيكون لي تصريف عنيفا معه، ولا يحمد عقباه، ولكن لأنه ليس عنده حياء فقام بالذهاب لأخي الأصغر مني، وقال له: إن أخيك يتهمني بكذا وكذا، وأني قد تركت هذه الفحشاء من مدة، وهذا كان من زمان، والغريب أنني وجدت أخي يذهب لأمي ويقص عليها الموضوع، ووجدتهما قد تحولا معا للومي على فعلتي هذه بداعي أني كبير في السن ولم أتزوج بعد، حيث أنني في أواخر الثلاثينات من عمري، وفعلا لم أتزوج بعد لقلة دخلي، وعدم قدرتي على فتح بيت ومواجهة متطلبات الحياة، فلاموني أنه قليل الحياء، ولا يهمه الفضيحة، وقد يحاول قلب الموقف، ويحاول فضحي أنا، ويتهمني أنا بذلك، بدليل أنني لم أتزوج بعد رغم كبر سني، وأيضا قالوا أن الشارع كله وكثير من الناس يعرف عنه أنه سيء الخلق، ويمارس الرذيلة، فلماذا أنت الذى تأخذ معه ذلك الموقف، أما كل الناس ساكتة، فلماذا أنت لم تسكت مثلهم وتريح نفسك؟ فما رأي حضراتكم في هذا الموقف؟ وهل تصرفي هذا صحيح أم خطأ؟ مع ملاحظة أنني قد استخرت الله قبل فعل ذلك التصرف وانشرح صدري لذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أحسنت بنصح جارك، وتذكيره بالله تعالى، ولا تلتفت لقول أهلك، وإن رأيته مستمرا بالمعصية مصرا عليها، فأرسل من يعظه وينصحه ويخوفه من الله تعالى من أهل الدين والخلق، وأكثر من الدعاء له بالهداية، وأسال الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.