2015-03-20 • فتوى رقم 72744
هل إذا كان علي رمضان قضاء وتوبة، هل علي أن أقضي الأيام متفرقة أم متتابعة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن لم ينو الصوم أصلاً، أو نوى الصوم وأفطر بعد ذلك بالطعام أو الشراب فعليه قضاء تلك الأيام التي أفطر فيها (ولو دون متابعة بينها) وعليه الاستغفار والتوبة والإكثار من الصدقة، عسى الله سبحانه وتعالى أن يقبل توبته ولا كفارة عليه سوى التوبة، ونسأل الله لنا وله العافية.
وإن كان أفطر بالجماع بعدما نوى الصوم، فعليه القضاء وكفارة واحدة (وهي صيام ستين يوما متتابعة، فإذا عجز عن ذلك لشيخوخة أو مرض كفاه أن يطعم ستين مسكينا أو يكسوهم) وذلك عن جميع الأيام التي أفطرها عند كثير من الفقهاء في رمضان واحد، فإذا كانت في رمضانات متعددة فلكل رمضان أفطر فيه كفارة.
ولابد من الإكثار من التوبة والاستغفار، وفعل الصالحات روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه)) أي من عظم الذنب، ولكن التوبة النصوح تمحو الذنوب كلها إن شاء الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
أما قضاء رمضان للحائض والنفساء أو المريض الذي أفطر لهذا السبب فعليه القضاء ولا يشترط المتابعة بل يجوز التفريق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.