2015-04-14 • فتوى رقم 72925
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكركم على هذه الخدمة المميزة، وجزاكم الله كل خير، لدي سؤال: حيث كنت في العمل ولدي ورقة أريد التخلص منها، ومكتوب فيها اسم الله جل وعلا، ولذلك قمت بطمس الاسم بالقلم، فسألني زميل مسلم لم فعلت هذا؟ وكان بجانبي زميل آخر نصراني، فبدأت أتحدث معه -ولا أدري كيف حدث ذلك- حيث تحدثت معه بصوت منخفض، ولا أدري أعتقد أني فعلت ذلك لكيلا يسمعني هذا النصراني، وخجلا من أن يسمع كلامي، وقلت له: إنه اسم الله، ولابد من الحرص على عدم إهانته، وفجأة تنبهت أني أتحدث وكأني أخجل من كلامي هذا، ومباشرة رفعت صوتي، وقلت له: لكيلا يهان اسم الرب تبارك وتعالى، وأخبرته أن يحرص على فعل ذلك قبل رمي أي ورقه في القمامة، بعد ذلك ندمت ندما شديدا، واستغفرت الله، وعدت للمنزل واستغفرت، وتبت، ونطقت الشهادتين؛ خوفا أن أكون كفرت بفعلتي هذه، وإن شاء الله ربنا يقبل التوبة، وحدث معي مرة أخرى أن لمستني زميلة نصرانية في كتفي، فابتعدت عنها، وحدثتني نفسي أن أخبرها ألا تفعل ذلك معي، ولكن لم أفعل، وبدأت أفكر بعدها أني لم أفعل هذا خجلا من ردة فعلها، ولا أدري هذه الفكرة طرأت على رأسي فجأة، ولا أدري هل كان ذلك السبب أم لا، سؤالي هو: ما حكم هذا الفعل؟ وكيف أتوب منه؟ أرجوكم أفتوني بسرعة، حيث إني متضايق جدا، والموضوع عاجل.
ملاحظه أنا مصاب بالوسواس حيث يوسوس لي الشيطان بأشياء بها استهزاء بالدِّين أو إساءة لله تبارك وتعالى، وأحيانا أحس أن عضلات وجهي تحركت، كأني ابتسمت ولا أدري أحيانا أستغفر وأَلْعَن الشيطان، وأحيانا أكاد أجزم أني ابتسمت، فأندم وأتوب، بل وصل بي الحد أني قمت بالاغتسال ونطق الشهادتين خوفا من الكفر والعياذ بالله، وسألت بعض الشيوخ فقالوا لي: وساوس، ولا تلتفت لها، ولكن لا أدري أخاف أن أكون من المرتدين، فأرشدوني كيف العلاج، وهل أحاسب على ذلك؟ وكيف أتخلص منها؟ حيث إنها تتكرر في اليوم عدة مرات، وانقلبت حياتي بسببها لتوتر دائم، وكيف أتوب لأطهر نفسي من هذه المصائب، حيث تتكرر عدة مرات في اليوم الواحد وغالبا تأتي أثناء الصلاة أو قراءة القرآن، وأصبحت أخاف من البقاء لوحدي لكيلا تأتيني هذه الوساوس، وأحيانا عندما أتجاهلها تخف، ولكن أفكر أني أذنبت ذنبا عظيما، وربما كفرت، فأسارع للاستغفار والتوبة ونطق الشهادتين، خوفا من الموت على الكفر، وتتكرر بعد وقت قصير جدا.
أرجوكم أفتوني في هاتين القصتين بأسرع وقت ممكن حيث أني متضايق جدا.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه وسوسة، وعلاجها: تجاهل أفكارها، وترك السؤال عنها، وعدم العمل بمقتضاها.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، مع تجاهل تلك الأفكار تماما وعدم الوقوف عندها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.