2015-04-19 • فتوى رقم 72958
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فتحت دكانا أنا وشريكي في أمريكا، وأنا من اشتغل فيها بعد فتحها؛ لأن شريكي معه دكانا لا يبعد عن دكاننا أكثر من دقيقة مشي على الأقدام، والحمد لله كنت أسدد ما يجب تسديده، كالإجار ومعاشات العمال بالرّاحة؛ لأن المحل ولله الحمد من المحلات الطيّبة التي يُحسد عليها وغير ذلك، بالرغم من أن المحل قريب عهد بفتح لا يقوى على مقاومة خراجاته من أجارات ومعاشات وكهرباء وغاز وغير ذلك، ولكن مع ذلك كنت أسدد كل حاجة بحمد الله؛ لأن المحل في موقع ممتاز وقريب من مدرسة بها أكثر من 800 طالب، وحوله كثافة سكانية، وكنت أعطيه بالشهر 1000 دولار، ثم إنه حصل لي ظرف طارئ أخبرت شريكي أني أريد أن أغادر الدكان، وقلت له: انت ستحُل مكاني وتهتم بدكاننا، فقال تمام ووافق على ذلك، ولم ألبث إلا 3 أشهر حتى قفل المحل، ولم يخبرني أنه يريد مني أن أرجع أو ننظر في سبب قفله للمحل، أو أنه يريد مساعدة أو غير ذلك من الأشياء التي يجب إبلاغ الشريك بها، وأخبرني أحد العمال في المحل أنه كان يخبره أن ثلاجة المشروبات والعصائر تعطلت بسبب الحر، ويقل له: اتصل بمن يأتي لإصلاحها، وهو يرد عليه (لا عليك دعها وشأنها)، ويقسم لي بالله أنه قالها له أكثر من 3 مرات، إضافةً إلى ذلك أخبرني الزبائن في الحارة أنه رفع الأسعار من دون سبب، وقلل ساعات الدوام، وكان يقلل من محتويات الأكل ((كالجبنة والصلصة للبيتزا)) وأهمل نظافة المحل، ولم يعمل في المحل حتى يوم واحد، بل جعل فيه عاملين الله أعلم بأمانتهم، حتى هبط المحل لكي يقضي على هذا المحل لأنه أكبر منافس له في دكانه الذي يملكه كاملاً على بعُد ثواني من دكاننا، وغير ذلك من التعدي والإهمال في المحل، حتى صار على المحل 30,000 دولار دين،
سؤالي يا شيخ حفظك الله: هل يتحمل الديون التي تراكمت بسبب قفل المحل؟ وهل لي أن أطالبه بالـ 1000 التي كنت أستلمها وأسلّم له مثلها كل شهر؟ علماً أنه قد ظلم ناسا من قبلي، وأخرجهم من محلاتهم بحيل وخداع ونصب.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس لك أن تطالبه بفوات فرصة الربح، ولك أن تحمله الديون إن كانت ناشئة عن إهماله وتقصيره، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.