2015-04-23 • فتوى رقم 72981
بِسْم الله الرحمن الرحيم
أسست مشروعا استثماريا أنا و3 شركاء في سنة 2003 بقرض من البنك الحكومي بفائدة قدرها البنك بنسبة 5 بالمئة، بعد أن أجازت لي لجنة الإفتاء هذه المعاملة، المشروع تدعمه الدولة بمقدار 40 بالمئة، وقدمنا نحن 10 بالمئة، والباقي أي 50 بالمئة تحصلنا عليه عن طريق القرض البنكي، علما أن الدولة هي التي تختار البنك، بذلت كل ما أستطيع من جهد ولكن بعد مرور عشر سنوات تفاقمت الأوضاع لم نتحصل على الأرباح المرجوة، بل اضطررنا إلى إعادة جدولة الديون لمدة 35 سنة وحتى إلى رهن الشقة التي أسكن فيها، أبلغ من العمر 78سنة، وأريد معرفة حكم الشرع فيما قمت به، هل إلى مخرج من سبيل؟
"واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278-279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.