2015-04-30 • فتوى رقم 73148
السلام عليكم ورحمة الله
سيدي أنا أعمل مهندسا في مكتب هندسي، بعض أصحاب البيوت الذين نشرف لهم هندسيا على بيوتهم يأخذون قرضا من البنك، وأنا أخرج أستلم المرحلة المنتهية، وأعطي المقاول رسالة لا مانع من صرف الدفعة له من المالك، والرسالة أوجهها إلى المالك، فهل علي إثم إذا أنا أعلم يقينا أن المالك سيأخذ رسالتي هذه إلى البنك ويصرفها للمقاول بقرض ربوي؟ وأنا أعلم هذا لأن مستندات المنزل بما فيها القرض موجودة عندي في المكتب.
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذلك محرم قطعاً لما فيه من الإعانة على أخذ الربا والتعامل به، والمعين على الإثم شريك فيه، وتدخل ضمن نطاق من يشملهم الحديث الشريف: (لعن آكل الربا ومؤكله وشاهديه وكاتبه وقال هم سواء) رواه مسلم، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات (المهلكات) السبع فقال: قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» وذكر منها أكل الربا، فعليك أن تسارع في وقف هذا العمل المحرم وتكثر من التوبة والندم والاستغفار، وتبطل العقود الربوية التي أجريتها أو تسارع في إنهائها إن أمكنك ذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.