2015-05-04 • فتوى رقم 73215
السلام عليكم.
أنا متزوج ولي ولد في السنة الأولى من العمر، أريد أن أقص عليكم حكايتي وأتمنى أن أجد عندكم الأجوبة على أسئلتي، وخاصة السبيل للخروج مما أنا فيه، وخاصة الدعاء لي.
أنا مدان بمبلغ مالي ولا أستطيع إرجاعه، مع أني والله أريد إرجاعه ولا أنوي أن آكل هذا المال بالباطل، وبأني لم أستطع إرجاع هذا المال كذبت على شخص آخر، وقلت له: بأني أملك مشروعا تجاريا، وأحتاج إلى مبلغ مالي، فطلبت منه أن يشاركني هذا المشروع، ونتقاسم الأرباح، فوافق وأعطاني المبلغ المطلوب، رغم أني كذبت عليه؛ لأنه لا يوجد أي مشروع، بل فعلت هذا لأسدد دين الشخص الأول، وكررت هده العملية مع شخص ثالث؛ لأسدد المبلغ مع الفوائد للشخص الثاني، وكررتها مع شخص رابع، فأصبحت أقترض على أساس أني أملك مشروعا تجاريا وأتقاسم الأرباح، لكني في الحقيقة كنت أسدد ديوني التي تضاعفت ب 20 مرة، وأصبحت في دوامة يستحيل الخروج منها، الآن توقفت عن الاقتراض بهذه الطريقة، رغم أني أفكر بمعاودة الكرة مرة أخرى؛ لأني والله أصبحت مهددا من طرف من اقترضت منهم بفضحي أمام عائلتي ووالدي، وأصبحت شبه مطارد من طرف 8 أشخاص يطالبونني بأموالهم، لكن لا أحد يعرف ما فعلت، أصبحت أعدهم وأخلف بوعدي؛ لأني والله لا أستطيع سداد كل هدا المبلغ، أصبحت أكذب عليهم، وأحيانا أحلف كاذبا والخ، أعرف بأني أغضبت الله كثيرا، أصبحت الآن أكثر من الدعاء والصلاة، وخاصة قيام الليل، وأذكر الله في كل وقت، وأستغفره؛ لأني نادم كثيرا على ما فعلته.
سؤالي: صدقوني بأني نادم كثيرا على كلما فعلته، وأغضب الله سبحانه وتعالى، فهل عندما أدعوا الله ليقضي ديني، ويفرج عني، ويغفر لي، ويرحمني، ويتوب علي، دعائي مستجاب مع العلم بأني أكلت الحرام (الاقتراض بالربا دون علم من اقترض منهم)؟ صدقوني أنا الآن نادم كثيرا، وأريد أن أتوقف عن فعل كلما يغضب الله، وأريد أن أتوب وأعود إلى الله، لكن المشكل أني أصبحت أكذب على الأشخاص الذين أقرضوني الأموال، وأعدهم وأخلف وعدي، وصدقوني لقد أصبحت أكذب وأخلف بوعودي لثلاثة أسباب:
1 لعدم قدرتي على سداد ديوني.
2 خوفا من الفضيحة خاصة بأني أصبحت مهددا بخسران عائلتي لو علمت بما قمت به وخاصة مع والدي ووالدتي.
3 لأني دائما أدعوا الله وأنتظر رحمة من عنده (اللهم لا تؤمني مكرك).
بعد كلما قلته لكم هل دعائي مستجاب؟
هل اعتبر مضطرا ويستجاب دعائي؟
هل يجب علي قول الصدق لجميع الأشخاص رغم أني لا أستطيع ذلك خوفا من العواقب الوخيمة والفضيحة أيضا.
بماذا تنصحونني؟
أطلب منكم الدعاء لي ليخرجني الله من هذه الدوامة التي وضعت نفسي فيها.
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد وقعت في إثم الربا وعظيم جرمه، وجزيت على ذلك، فعليك التوبة والندم والاستغفار والإكثار من فعل الصالحات، ثم المسارعة في قضاء الديون ما أمكن ولو ببيع بعض أملاكك، فإن لم تستطع وفاء الدين فاستعن بأهلك وأقاربك، وإياك والكذب والحيلة، روى أبو داود في السنن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ، قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ؛ فَأَذْهَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي))
وروى أيضا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ الله عَنْكَ؟ قَالَ: قُلْ: اللهمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ.
وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.