2015-05-08 • فتوى رقم 73271
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
زوجي كان يشتغل في شركة في إيطاليا للحديد، ولم يكن يطرح لدينا أي سؤال بخصوص الحلال أو الحرام، ولكن مع الأزمة الاقتصادية أقفلت كل الشركات التي في تخصصه، ووجد مطعما كان يطبخ فيه في نهاية الأسبوع، ولكن هذا المطعم فيه قاعة القمار والزبائن كلهم يلعبون، فهو طلب من المسؤولين ألا يلمس الخمر أو يقدمه أو حتى تقديم الخنزير؛ لأنه لم يعد يطبخ بل احتاجوا لمن يشتغل في القاعة، ثم بعدها أصبح هو المسؤول، ومن جديد طلب عدم اقتنائه للمواد المحرمة واكتفى بالحسابات وتسيير كل المطعم من قضاء الأجور وسلع الحلال، هو أجره يأخذه من المدخول المختلط، مع العلم أن الشركة التي تتكلف بالقاعة مختلفة تماما عن شركته التي يتقاضى منها، ولكن المحيط لا يريح، أردت أن أقوم بعمل خاص بنا لأنقذه من هذه الورطة، لكن الأزمة لا تسمح بالمغامرة بالاستثمار، لا يشجع به الآن، أردت الرجوع لأرض الوطن، ولكن لدينا بنت تتابع علاجا هنا، ولا أريد أن أغامر بها، فكرت حتى في الابتعاد عن زوجي حتى يجد عملا جديدا، ولكن ابنتي حالتها لا تسمح، من فضلكم ساعدوني فأنا يتيمة وأحتاج عونكم، أصبحت أختم القرآن الكريم الحمد لله كل شهر، وأدعو الله تعالى أن يعيننا، وفي نفس الوقت أخاف ألا يقبل شيئا، لأنني أشك في مأكلي ومشربي ولباسي أنا وأسرتي.
ساعدوني أعانكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان زوجك يشارك في أي عمل يتصل بالأطعمة المحرمة أو الخمر أو القمار فعمله حرام قطعاً ويجب عليه التوقف عنه، وإن كان لا يشارك في شيء يتعلق بالمحرمات، فعمله ليس محرماً، بل فيه شبهة لتعلقه بالمكان الذي يقدم فيه الحرام، وما يأخذه من راتب منه هو من المال الذي فيه شبهة الحرام؛ وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)). أخرجه البخاري ومسلم، أما أنت فلا إثم عليك في كل الأحوال، وأسأل الله تعالى أن ييسر لزوجك عملا حلالا في أقرب وقت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.