2015-05-12 • فتوى رقم 73331
السلام عليكم
شيخ لو تكرمت يوجد أحد قريباتي متزوجة، وزوجها مسافر من سنتين، وزنت مع رجل آخر، وأنا أقدم لها النصائح لكي تتوب لوجه الله تعالى، وتقول: أنا زنيت، ومستحيل أن تقبل توبتي، وهي أخبرتني هل تقبل توبتها بعد الزنا وهي محصنة ولا يقوم عليها حد الرجم؟
أفتني يا شيخ بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته هذه الزوجة من أكبر المعاصي، وعليها الآن المبادرة إلى التوبة فوراً، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151] لكن من تاب تاب الله تعالى عليه، وينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليها بالبعد عن أسباب المعصية، وكثرة التضرع إلى الله تعالى وطلب العفو منه، مع ستر نفسها وعدم الإفصاح بما مضى لأحد أبدا (لا زوجا ولا غيره)، وعليها أن تطمئن إلى أن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده إذا صدقوا فيها، قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53]، واليأس من رحمة الله ذنب أعظم من الذنوب التي كانت سببا في هذا اليأس، ولماذا يغلق العبد على نفسه بابا واسعا فتحه الله تعالى؟
إن العبد اليائس من رحمة الله يركن إلى الشيطان الذي زجه في هذا اليأس ليغلق أمامه أبواب الخير الواسعة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.