2015-05-16 • فتوى رقم 73429
السلام عليكم ورحمة له تعالى وبركاته
أما بعد: لقد قصدتكم في مشورة جزاكم الله خيراً، أنا متزوجة منذ 5 سنوات، صبرت وتحسبت الله في زوجي كثيراً، عانيت معه من الأسى وصار عنيفا على مراحل: المرحلة الأولى تعنيفا بضرب وسب كلما ذكرت له أنه من التزاماته أن يبحت عن عمل، في حين كنت أنا المعيلة له، وشجعته على الدراسة، وأنا من أعانه على دراسته، فكان بعد كل مرة يأتيني نادماً ويطلب السماح ويعيد الكرة، المرحلة الثانية: بعد ما وجد عملاً أصبح يتشاجر معي ويضربني بداعي الغيرة، ويسب والدي رغم أنهم هم من ساعدوه كثيراً ليقف على رجليه، ونحن نسكن عندهم، في منزلٍ منفرد، المرحلة الثالثة: كنت حاملاً واكتشفت أنه مدمن فواجهته بالأمر، فنكر، ورغم ذلك لم أوبخه وقررت مساعدته والوقوف بجانبه، المرحلة الربعة: بعد ولادتي وتوفيت ابنتي اكتشفت أنه فعلاً مدمن ومنذ سنوات وقبل زواجي منه، وهو سبب مزاجه وغضبه علي، لكن مسألة ضربي وشتمي بدأت أحس بأنه يتعمدها ولا يندم عليها، لقد جرحت منه كثيراً ليلتزم بشيء اتجاهي، بل أصبحت مثله، أصبح يعنفني وأعنفه، أصبحت أدافع عن نفسي يضربني أضربه، إني مستاءةٌ جداً من الحالي الذي وصلت له، أستبعد دائماً الطلاق، وأسامحه حتى أني لأخبر أحداً، كل مشاكلي تبقى بين وبينه، لكن طفح الكيل، لم يتبق لي معه كرامة، أفكر وأفكر هل سأبقى معه، هو الحال حالنا لا يتغير، رغم أنه يعد كل مرتين أنه سيتبدل حالنا، لكن عندما يصبح أكثر استقراراً يزداد شرا علي، ماذا أفعل؟
جزاكم الله خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولك أن توكلي أهل المكانة والرأي لينصحوه ويعظوه..، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.