2015-05-18 • فتوى رقم 73458
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا زوجة ثانية، تزوجت زوجي وكان مطلقا زوجته الأولى، وبعدها أرجع زوجته الأولى إلى عصمته من أجل الأولاد حسب قوله، أنا وهو نعيش بدولة أجنبية، وقد تزوجني من أجل أخذ الإقامة والأوراق، واستغل زواجي لمصلحته، رضيت بنصبيي عسى أن يعوضني ربي خيرا، أعيش أنا وزوجي بدولة زوجته، وأولاده يعيشون في بلده حتى تنتهي معاملة إقامتهم، ومن ثم يحضرهم للعيش هنا، زوجي ينزل لزيارتهم مرتين أو ثلاثة كل سنة، المشكلة يا أخي الفاضل بأن زوجي كلما ينزل لزيارتهم يأتي متغيرا جدا، وينقلب علي، في معاملته ولا يكاد يطيقني أبدا، زوجي ضعيف جدا أمام زوجته الأولى وأمام أهلها، يخاف منهم جدا، عندما يسافر زوجي عند زوجته الأولى فهو يخاف، ولا يحدثني في الهاتف ولا يسأل علي بالأيام، ولو اتصلت عليه فهو لا يرد على مكالماتي له، مع العلم بأني أعيش لوحدي، ولا يوجد معي أحد سوى الله سبحانه وتعالى، فأنا يتيمة، ولا يوجد معي أحد في هذا البلد، وعندما يكون زوجي هنا، فإنه يتواصل مع زوجته خلال أربعة وعشرين ساعة، وهم مع بعض، وكأنها تعيش معنا في نفس المنزل، فيقضي اليوم كله معها على الهاتف وعلى الرسائل وعلى السكايب يتحدث معها صوتا وصورة، حتى في وجودي، ولا يراعي مشاعري أبدا، يا شيخي الفاضل، إنهم يمارسون الجنس عبر الإنترنت، وعلى مسمع ومرأى مني، أنا وفي وجودي، وفي المنزل، وعندما أصرخ وأقول له: عيب ولا يجوز ما تفعلانه، يقول: بأنها زوجتي وحلالي، وأني أشتاق لها، أقول له: راع مشاعري، فالذي تفعله لا يقبله الشرع، كلما أكون في غرفتي أو أكون نائمة فهو يستغل ذلك، ويفتح اللاب توب، أو يدخل الحمام، ومن ثم يمارسان الجنس، ومن بعدها يأخذ حماما ويخرج بكل بساطة، عدة مرات أرى المناديل الورقية مرمية على الأرض وهي متسخة؛ نتيجة ما يفعله، أصبح لا يقرب مني ولا يشتهيني؛ لأنه يرضي شهوته بطريقته معها، دائما ترسل له صورها العارية لكي تجدبه ناحيتها، ويكون عقله وقلبه معها، أصبحت أقرف من الوضع، وأصاب بالاشمئزاز منه، أصبحت أشعر بأن بيتي متسخ وملوث بسبب ما يفعله، لقد نفد صبري، واستخدمت كل شيء معه، ولم يأت بفائدة، كنت أحيانا أتجاهل، وقلبي يحترق، وأعصابي تتلف من كثر ما ألاقيه من ألم نفسي ومعنوي؛ لأنه يقول: إذا لم يعجبك فسوف أطلقك؛ لأنه يعلم بأني لا أستطيع العيش لوحدي في بلد أنا فيه غريبة، توددت إليه بكل الطرق، وحاولت أن أجذبه إلي: وأقول له: بأنني حلالك، توددت بالقول وبالفعل، ولكن دون جدوى، فالشيطان يزين له ما يفعله معها، ومقتنع بأنه ذلك حلالا؛ لأنها زوجته، أقول له: خف من ربك، ماذا لو أن أحدا التقط لكم صورا عبر الإنترنت وقام بنشرها وفضحكم، ماذا يكون موقفك؟ ولكن هيهات أن يسمع أو يرتدع، ماذا أفعل؟ فلقد أصبحت على حافة الانهيار والجنون، ما عدت أطيقه ولا أطيق أفعاله، حسبي الله ونعم الوكيل، ما حكم الشرع في كل هذا؟ ما حكم الشرع فيما يفعله؟ هل هو حلال أم حرام؟ فهو من وجهة نظره حلال، تعبت كثيرا، لي أكثر من ثلاث سنوات على هذا الحال، وأنا مرهقة نفسيا وجسديا من هذه الحالة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا منه محرم أمامك لما فيه من الإغاظة وإثارة الغيرة، ولك أن توكلي أحدا يتقن نصحه بالحسنى، مع الدعاء في جوف الليل له، فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.