2015-05-20 • فتوى رقم 73506
نحن 3 إخوة أشقاء، والدتي توفيت، وزوجنا والدي من أخرى، ومع العلم والدي رجل كبير في السن، ونتحمل جميع نفقاته مع الرضا التام، ولن نتوقف أبدا عن ذلك مهما صار، وللأسف هذه الزوجة خربت العلاقة بيننا وبين والدي، ولكننا تحملنا من أجله، وفي يوم طلب منا عمل زيارة له ولزوجته لأداء العمرة، وبعد أن تمت الموافقة على طلب الزيارة قامت زوجة أبي بعمل مشكلة كبيرة، وفيها سب وقذف مع زوجة من قام بعمل الزيارة، وطلب منا أن نبلغ أبي بأنه ألغى الزيارة الخاصة بزوجة أبي فقط، والآن الأب غضبان جدا، ويدعوا عليه، فهل هذا يعتبر من العقوق؟ وهل دعاء الأب هنا يعد مقبولا أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم). أخرجه مسلم.
وإنني أنصحكم بأن تحسنوا لأبيكم قدر إمكانكم وتحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، وإلا كنتم مسيئين مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.