2015-05-23 • فتوى رقم 73565
أنا امرأة متزوجة، توفي والدي منذ 36 يوما، وكان أبي متزوج من 3 نساء، وهو غني جدا، ترك عقارات، ومبانٍ، وأراضٍ كثيرة؛ لكنه كتب معظم أملاكه لإخوتي الذكور، ولم يبق سوى بعض الأراضي، وإخوتي يريدون منا أن نعطيهم الوكالة لتقسيم الإرث علينا، مع العلم نحن 11 بنت، و6 ذكور، وأمي، وزوجة أبي، وهم يريدون أن يظلمونا ويأخذوا حقنا الذي أعطانا إياه الله تعالى، ونحن البنات فقراء جدا، ولا نملك حتي بيوتا تأوينا، فواحدة تسكن في مرآب، والأخرى تسكن غرفة واحدة، والخ، مع العلم أن أختي الصغيرة ليس لها مأوى؛ لأنه كتب العمارة التي تسكن فيها أمي وأختي باسم إخوتي الذكور فكيف نتصرف معهم؟ وكيف نطالب بحقوقنا؟ وهل نحن نستعجل بطلب حقنا الآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل ما تركه الميت ملك لجميع الورثة (بعد إخراج الديون والوصايا منها)، ولكل من الورثة أن يطالب بنصيبه منها كاملاً، ولا يجوز لأحد أن يغتصب حق آخر منها، وإن فعل فقد أثم وسيحاسبه الله تعالى على ذلك إلا أن يسامحه صاحب الحق بذلك، ولصاحب الحق إن حرم من حقه، ولم يسامح في ذلك، له أن يرفع أمره للقاضي الشرعي ويطالب بنصيبه كاملا.
وشقة المتوفى مع باقي تركته تنتقل للورثة بعد وفاته وسداد الديون وإنفاذ الوصايا، ولا يجوز لأحد من الورثة أن يمنع الآخرين من حقهم فيها، ولكن تجب القسمة إن أمكنت، وإلا فالبيع واقتسام الثمن بحسب الحصص الإرثية لكل منهم.
أما ما كتبه الأب لأحد ورثته في حياته، فهو له خاصة دون بقية الورثة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.