2015-06-06 • فتوى رقم 73772
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، وأعاني من مشكلة بدأت منذ 5 سنوات، حيث تقدم لخطبتي شاب متدين وعلى خلق وميسور في حالة المادي، فاستخرت الله ومضيت في أمري، وتم التعارف، في البداية كان كل شيء على جيدا، ولكن بعد فترة لاحظت أن هذا الشاب يمر بفترات لا يراسلني أو يكلمني عبر الهاتف وبدون أي سبب، وبعد ذلك استفسرت منه الأمر وأخبرني بأنه يعاني من سحر قديم يمنعه من الزواج، ويعرقل حياته، وتأتي عليه فترات لا يكلم فيها أحدا، ويحب البقاء وحيدا، كما أنه يحس بضيق في التنفس، وألم فظيع في رأسه، وكلما فكر في التقدم للزواج انتابته نفس الأعراض، كما سبق له أن تقدم لخطبة العديد من الفتيات، ولم تتيسر له الأمور كما يجب، ثم تلغى الخطبة في بادئ الأمر تقبلت الموضوع، وأخبرني أنه سيتبع العلاج بالرقية الشرعية، وفعلا قام بذلك وأحس بتحسن كبير، ولكنه لا يستطيع التقدم للزواج أو الحديث عن الأمر، أنا وأهلي طيلة تلك 5 السنوات كنا بجانبه، وقمنا بمساندته وفي علاجه، لكن دون جدوى، لازال أمر الزواج معلقا، وتصرفاته كما هي، وانقطاعه عن التواصل معي لفترات طويلة أصبح يزعجني، ولم أعد أتحمل، فهذه المشكلة أثرت علي نفسيا وفي الدراسة، وفي نفس الوقت يتقدم لخطبتي شباب على دين وخلق، والجميع ينصحني بالابتعاد عنه، وإنهاء الخطبة؛ لأني تحملت عبأ هذا الأمر، وصبرت بما فيه الكفاية، وأنا فتاة أريد الزواج كأقراني لبناء أسرة سعيدة في رضا الله إن شاء، أريد أن تنصحوني في هذا الأمر، وهل يعد الزواج حراما؟ فإني أجد ظلما في هذه الخطبة لطول فترتها ولعدم قدرة الرجل على الزواج.
جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن لم يكن بينكما عقد زواج، فيمكنك فسخ الخطبة، ثم قبول الخطاب بعد ذلك، واستخيري الله تعالى في الموضوع، فبصلاة الاستخارة يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.