2015-06-14 • فتوى رقم 73873
متى تسقط النفقة على الزوجة، لأن زوجتي تنام بعيدا عني ولا تعطيني حقي من المعاشرة إلا بعد شهور، وهي دائمة السخط والنرفزة مع أني لا أبخل عليها بشيء وبيتي كل شيء فيه جديد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى المرأة أن تحسن معاملة زوجها وأن لا تهجره إلا إذا طلب منها ما فيه معصية الله تعالى وإلا أثمت، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها الملائكة حتى تصبح) رواه البخاري.
ومن حق كل من الزوجين المعاشرة الشرعية، ويحرم على الزوجة منع زوجها من حقه الشرعي معها بدون مبرر، فإذا قام المبرر، كالمرض أو الحيض أو النفاس أو الإحرام... فلا مانع من ذلك.
فإن رفضت دون مبرر شرعي وتركت بيت الزوج فتعد ناشزا، وتسقط بذلك نفقتها عن زوجها إلى أن تعود عن امتناعها. وتعود إلى بيت زوجها.
وللزوج أن يستعمل معها الأساليب التي بينها الله تعالى في الإصلاح، فينصحها بالكلام ويخوّفها من عذاب الله تعالى وغضبه ومقته، ويبين لها أن هذه الدنيا لا تدوم، وأنها ستحاسب على كل ما تكسبه يداها، ثم إذا استنفذ النصيحة بالكلام هجرها في المضجع وأعرض عنها، وإن تمادت فله الضرب للتأديب ضرباً غير موجع وغير مبرح، ثم إن لم ينفع كل ذلك فله الطلاق عندئذ.
على أني أنصح كلاً من الزوجين أن يسارع كل واحد إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس مَن يحاسب أكثر.
وعليك أن تصبر على ما يكون من زوجتك ما دمت قادراً على الصبر، ولتحاول نصحها باستمرار وتطييب خلقها، واغتنم لذلك أوقات الراحة والهدوء، وتحايل في تغيير طبعها، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهد في تحسين خلقك تجاهها أيضاً، وأكثر من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.