2015-06-14 • فتوى رقم 73874
السلام عليكم
أعينوني، كنت في المرة الأولى مسلما طبيعيا، أصلي بسهولة خاشعا، أتوضأ وأسمع القرآن، ما إن بدأت أشاهد المواقع الإباحية، وبدأت أستمني، وأسمع الأغاني حتى تبت إلى الله، ثم أعود إلى الاستمناء، وسماع الأغاني، ومشاهدة المواقع الإباحية، ودردشة بالفيديو مع بنات وأنا عاري، أستمني ثم تبت، ثم أعود عند الشهوة، ثم تبت، ثم أعود، ثم تبت، ولكن عند الوضوء بدأ الوسواس يوقعني وأنسى حتي كم غسلت من مرة أو مضمضت من مرة، وغيرها حتى أعاود وأعاود، وعند الصلاة لا أستطيع التركيز، وتأتيني بعض الأفكار والصور الشنيعة، وحتى الموسيقى التي كنت أسمعها، وذات يوم كنت في المرحاض فتقاطر علي شيء من ماء المرحاض من الحفرة، فغسلتها بدفع الماء، ولكن لم أكن متأكدا من أني أذهبت كل الأثر، ثم استنجيت وتوضأت، ولكن عاد الوسواس وبدأت أفكر حتى بالغسل لكي أبدأ الصلاة، وذات مرة رأيت آثار غائظ صغير جافا، ولم أكن أعرف هل ينقض الوضوء أم لا، والآن إخوتي بعد أن أكثرت عليكم الحديث أريد أن أصلح حياتي، وأريد كيف أن أتوب توبة نصوحة، وأصلي مرتاحا، وأن أزكي قلبي؟ فأفتوا في كل مركز، وعندما أصلي أحاول أن أركز في معنى القرآن وسماعه في الصلاة، ولكن بصعوبة ليس كالماضي.
أرجوكم أعينوني أريد أن أكون من المسلمين المثبتين المستقيمين، وأعينوني في كل مسألة، وأريد تصحيح إسلامي، حتى بدأت لا أعرف معنا الشهادتين.
أرجوكم أعينوني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرّم لما يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ تتفكك بها الأسر، وتتخرب بها الأخلاق ويتفلت بها المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضاً، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وأن تذكر الموت والحساب والنار، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتكثر البكاء في خلواتك على ذنوبك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، مع التخلص من الجهاز الذي تنظر من خلاله إلى هذه المحرمات، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ومرافقة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بكثرة الصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70). والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.