2015-06-21 • فتوى رقم 74037
السلام عليكم
شيخنا الفاضل أعاني من مشكلة قهرية غريبة، حيث إنني حيث أدخل إلى الخلاء لأجل الاغتسال من الجنابة أقف أمام رشاش الماء، وأشعر بحركات في القبل والدبر، فأقوم بالاستنجاء، ثم أقف مجددا أمام الرشاش، وقبل أن أدخل بداخله لكي أنوي، ولكني أشعر بحركات في فتحة الفرج، وأحيانا في الدبر، وهذه الحركات متعمدة مني، وتأتي لي عند الرغبة في الاغتسال من الجنابة، أظل في الخلاء وقتا طويلا جدا، فأؤخر اغتسالي، جلست في الخلاء ساعة ونصف؛ بسبب هذه الحركات القهرية العمدية التي تحدث لي، بالإضافة إلى المعاناة في تحضير نية الاغتسال للطهارة، وقد علمت أن النية أمرها يسير، لكن أقوم بتصعيب الأمور على نفسي بسبب الوسواس القهري.
وسؤالي لفضيلتك: هل يجوز أن أغتسل مهما حدثت لي هذه الأفعال القهرية وحتى وإن كنت أجد مشاكل في عقد النية؟
أفدني يا شيخ فإني والله أتعذب بسبب هذا الأمر، لدرجة أنني في كثير من الأحيان التي أدخل فيها إلى الخلاء للاغتسال أشعر باكتئاب شديد وضيق في الصدر بسبب هذه المعاناة، بل أشعر أيضا بالذنب؛ لأنني أتنطع في أمور ديني وأمور ديني كلها يسر.
أفدني وجزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه وسوسة، وعلاجها: تجاهل أفكارها، وترك السؤال عنها، وعدم العمل بمقتضاها.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، مع تجاهل تلك الأفكار تماما وعدم الوقوف عندها.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.