2015-06-21 • فتوى رقم 74077
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الصلاة المفروضة الجهر والسر تستويان عندي؛ لأني إن صليت بصوت منخفض أنسى ولا أركز بالصلاة، لابد أن أسمع نفسي، علما أنني أنثى، وأصلي في مكان لا يوجد به أحد، لكن خائفة أن الركعات السر والجهر أكون لم ألتزم بها، وكل صلواتي على هذا النحو إذا كان يجوز عملا بقوله عز وجل: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) لكن صوتي أسمع به نفسي، وإذا مر أحد من جانبي يسمع ما أقرأ، ولكنه لا يحدث من باب التوضيح، هل جائز أم حرام؟ وإن كان حراما هل يلزمني إعادة الصلوات؟ بمعنى الجهر في الركعات السر أو الظهر والعصر يبطل الصلاة أم يكفيني الاستغفار عما ماضي؟ والقادم من الصلوات كيف لي أن أخشع فيها؟ علما بأنني موسوسة كثيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فصلواتك السابقة صحيحة ما ذكرت، والجهر يكون بأن يسمع المصلي من حوله، والإسرار بأن يسمع نفسه فقط، ولا بأس بأن يسمع من بجانبه في الصلاة.
وقد اختلف الفقهاء في الجهر للمرأة في الصلاة:
فذهب أكثر الشّافعيّة والحنابلة في قول إلى أنّ المرأة إن كانت خالية أو بحضرة نساء أو رجال محارم جهرت بالقراءة دون جهر الرجال، وإن صلّت بحضرة أجنبيّ أسرّت.
ويرى المالكيّة كراهة الجهر بالقراءة للمرأة في الصّلاة، وصرّحوا بأنّه يجب عليها إن كانت بحضرة أجانب يخشون من علوّ صوتها الفتنة إسماعها نفسها فقط.
ويؤخذ من عبارات فقهاء الحنفيّة -وهو وجه عند الشّافعيّة، وقول آخر عند الحنابلة- أنّ المرأة تسرّ مطلقاً، قال ابن الهمام: لو قيل إذا جهرت بالقراءة في الصّلاة فسدت كان متّجها. وهذا هو أحد الوجهين عند الشّافعيّة.
هذا كله في الصلوات الجهرية أما الصلوات السرية فلا تجهر بها كالرجل قولاً واحداً.
وعلى العموم جهر المرأة في أوقات الجهر يكون دون جهر الرجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.