2015-06-23 • فتوى رقم 74108
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فإن أحد أفراد عائلتي تارك للصلاة، فماذا أفعل لإقناعه بالصلاة؟ وله سنين على هذه الحال، فهل يجوز لي ولبعض الأفراد الآخرين الصلاة للقضاء عنه مثلا أصلي صلاتي العادية وصلاة للقضاء عنه أم نعتمد على رحمة الله ونستغفر له؟
جزاكم الله خيرا وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس لكم أن تصلوا عنه، بل عليكم أن تواصلوا نصحه وأمره بالصلاة، وتستمروا في تعريفه بأهميتها في هذا الدين فهي عماده، وهي أول ما يحاسب عليه المؤمن من عمله يوم القيامة، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)) رواه النسائي.
وذكّروه بالعذاب الذي أعده الله لتارك الصلاة، وعليكم بالدعاء له في ظهر الغيب، ولا تتركوا نصحهم بالحكمة، ولا تكلفون أكثر من ذلك، قال تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (القصص:56)
فإن فعلتم ذلك وداومتم عليه أبرأتم ذمتكم أمام الله تعالى يوم القيامة، وإن قصرتم ورضيتم بترككم الصلاة، فإنكم ستحاسبون على ذلك يوم القيامة ولا شك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.