2015-06-26 • فتوى رقم 74175
شيخنا أنا آسف، ولكنني فعلت شيئا أندم عليه كثيرا، كنت قد توقفت عن العادة السرية لمدة شهر ونصف، ولكن منذ بضعت أيام قمت بها، وكل يوم يوسوس لي الشيطان مجددا بمناظر سيئة، وأفعل العادة حتى فعلتها 3 مرات، وللأسف مرتان منهم كانوا في شهر رمضان، والآن أشعر وكأنني لم أفعل العادة السرية، بحيث اراحت شهوتي، مع أنني لا أشعر بأي شهوة الآن، ولكنني أريد أن أفعلها مجددا بعد رمضان، وبعدها أتوب توبة صادقة، مع أنني قد تبت في آخر مرة، فهل أفعلها لآخر مرة أم أبعد عن هذه الوساوس وأحارب نفسي وأتوقف عن عملها نهائيا؟ أرجو أن تدعو لي وتجيبني إجابة وافية، فأنا أصبحت في حالة سيئة للغاية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
والعادة السرية ممنوعة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، لأضرارها النفسية والجسدية، إلا أنها باللمس أشد ضرراً، وإذا نزل بها المني (أو وصلت المرأة إلى الرعشة) يجب الغسل، وإلا فلا.
فعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى وإعلان الضعف والعجز بين يدي الله تعالى، وطلب العون والثبات منه، وأن ييسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملء وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ففي الحديث حث للشباب المستطيع على الزواج، لأنه حصن ووقاية من الوقوع في المحرم، وفيه إرشاد لمن لم يستطع بعد تحمل نفقات النكاح ومؤنته أن يصوم ففيه وقاية للشاب من الوقوع في المعاصي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.