2015-06-27 • فتوى رقم 74213
السلام عليكم
نريد رأي فضيلتكم في مسألة اجتماعية خطيرة تؤرق سيدة فاضلة، ولها ابن متزوج، وله أولاد ومسافر، ولكن لها 3 إخوة منهم بنتا واحدة، ولكنهم منذ بضع سنين أرادوا بها كيدا مثل كيد إخوة سيدنا يوسف عليه السلام طمعا في إزاحتها عن شقتها التمليك، وذلك بزعامة أختها السابق ذكرها، وهي سيدة مطلقة، وليست لها أبناء، وقالت لابن تلك السيدة الفاضلة: اتركها لنا وانصرف أنت لحالك أنت وأطفالك، وذلك منذ 4 سنوات، بل تجرأت في تلك الفترة على دخول شقة تلك السيدة أثناء زيارتها، وقالت: إن هذه شقتنا أي هي والإخوة الذكور، علما بأن الذكور متزوجون ولهم أبناء، وبعد مضي تلك الفترة قامت تلك السيدة بمعاتبة تلك الأخت، فكان ردها وماذا جرى؟ كنا سنقوم بقتل شخص ورجعنا في كلامنا أي مسألة إزاحتها من الحياة أمر هين بالنسبة لها، وتلك السيدة تعيش في مرارة بالغة إلى الآن، ولا تقوى حتى على دعوة إخوتها إلى إفطار رمضان بعد أن أبطل الله كيدهم، وبذات الوقت يريد ابن تلك السيدة أن يتصل بأخواله، وتلك الخالة التي لا تراعى أي صلة رحم، بل تقوم بزيارة أحد إخوتها الذكور وهو جار لصيق لتلك الأخت المظلومة ولا تقوم بزيارة أختها، بل يطالب ذلك الأخ العاق لأخته أن تقدم له التهاني في زواج بناته وغيرها من المناسبات بعد أن كاد أن يفتك بأخته ويمكر بها بمساعدة محامى فاسد، ولكن الله أبطل ذلك.
أرجو بيان رأى فضيلتكم الشرعي، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصح هذه السيدة الفاضلة بأن تملأ وقتها بعمل مفيد ولا تدع مجالا للفراغ، لئلا ينشغل فكرها بهذه المشكلات، وأن تنسى ما فات، وتحاول إصلاح العلاقة مع الأقارب جهد الاستطاعة، وأن تعفو عن الماضي وتصفح... قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35]، وقال سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.