2015-06-27 • فتوى رقم 74222
السلام عليكم
أنا وثلاث أطفال نعيش مع أهلي في بيت واحد، نازحين بتركيا بسبب حرب سوريا، وزوجي مسافر، وأنا أتقاسم المصروف مع أهلي بكل شيء، وزوجي يرسل لي مصروفنا، ولكن أخفيه عن أهلي ولا أصدق بقيمته؛ لأني إذا أظهرت قيمته سوف يصرفونه كله دون حكمة وتدبير؛ لأنهم لا يحسنون التدبير، لذلك أنا لا أعطيهم نقود معيشتنا سلفا، بل كلما اشترينا شيئا نتقاسم ثمنه مباشرة، فأنا أخاف إذا أعطيتهم نقودي كلها سلفا يصرفونها وأبقى بلا نقود؛ لأن زوجي يرسل لي مصرفنا دون زيادة أو نقصان، فإن الهدر بالمصروف مشكلة لي؛ لأنني سوف أنتظر شهرا جديدا حتى يقبض زوجي راتبه ويرسله لي؛ لذلك أخفي قيمته عن أهلي، فهل إخفائي هذا يعتبر كذبا وأكسب ذنبا؟ فأنا أخاف أن أجرح مشاعر أهلي إذا أظهرت قيمته الحقيقية، ويظنون أني أبخل عليهم بتدبيري إذا علموا حقيقة مقدار النقود ولم أعطيهم إياها، وأيضا لا أستطيع إخبارهم بأنهم مبذرون ولا يحسنون التدبير؛ حفاظنا على مشاعرهم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من إخفائك ذلك عن أهلك، وبإمكانك أن تستعيضي عن الكذب بالتعريض، وذلك بالكلام الموهم المحتمل لأكثر من معنى، ولا يجوز لك الكذب، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.