2015-06-29 • فتوى رقم 74256
السلام عليكم ورحمة الله
أنا متزوج من حوالي 12 عاما، ورزقني الله بابن (8 سنوات) وابنة (11 سنة)، زوجتي من النوع الذي لا يرضى عن حالنا، ودائمة الشكوى، مع أن الحمد لله ظروفنا جيدة جدا، وأحمد الله على ذلك حمدا كثيرا، المشكلة أنه عندما تحدث مشكلة بيني وبين زوجتي تثور بشدة، وصوتها يعلو لدرجة أني أغلق الشبابيك كيلا يسمع الجيران، وتخرج بدون إذني دائماً في أوقات المشاكل، وتقول: أني أعلم مسبقا أنها ستخرج، وأنها لا تستطيع المكوث في المنزل، وآخر مرة سافرت مع أهلها مع أني رفضت هذه السفرة، ونعتنى بأني فاشل، مع أني أحرص الناس علي أولادي، وكريم الحمد لله معها ومعهم بشهادة أهلها، من ناحيتها دائماً كل شهر مشكلة على مصروف البيت الذي يعتبر أعلى من المتوسط لا يرضيها، وأحس أن ذلك من أجل أن تحتفظ ببعض المال لنفسها، وهذا واضح، ومن ناحية أمي هي لا تحبها، مع ادعائها عكس ذلك؛ لأنها تكون أمامها بوجه، ومن ورائها وجها آخر، المشكلة أن والدي متوفي، وأمي تسكن مع أخت لي، وأنا أريد لأمي السكن معي بطبيعة الحال، وطبعا زوجتي لا تريد أكثر من زيارة يوم أو يومين منها، أكثر من ذلك تبدي عدم الرضى لوالدتي، وذلك يؤلمني، باختصار أنا تعبت من محاولات إصلاحها مباشرة أو عن طريق أهلها الذين لجئت لهم مرات كثيرة، وهي تتحسن بعدها لفترة ثم تنتكس كما كانت، لي بيت آخر اشتريته الحمد لله، فأفكر صراحة في طلاقها والسكن مع أمي في هذا البيت، والسعي للزواج بأخرى ترضي بالسكن مع أمي بعد أن أستريح لبعض الوقت من هذه التجربة الغير سوية، أولادي أحبهم بشدة، لذلك هي تصر على حضانتهم، وهذا حقها، مع العلم أنها متأكدة أنهم معي سيكونون بأفضل حال كما قالت، من ناحية أمي تقول لي: دعك مني، وحاول أن تستمر معها، وعندما عرفت أن زوجتي جرحتني مرتين في مشاكل سابقه تألمت كثيراً، وتدعو لي بالتوفيق لزوجة أخرى، أستخير الله كثيراً في موضوع الطلاق وحضانتها للأولاد، وأريد مشورتكم بهذا الشأن؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تصبر على ما يكون من زوجتك ما دمت قادراً على الصبر، ولتحاول نصحها باستمرار وتطييب خلقها، واغتنم لذلك أوقات الراحة والهدوء، وتحايل في تغيير طبعها، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهد في تحسين خلقك تجاهها أيضاً، وأكثر من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر.
ثم إن يئست من تغيير حالها فاستخر الله تعالى في تطليقها فإن انشرح صدرك لطلاقها فطلقها، وأسأل الله لك الخير والتيسير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.