2015-07-04 • فتوى رقم 74390
أنا شاب مصاب بالوسواس القهري في الطلاق، وقد أصبحت أعيش في حالة من القلق الدائم، حيث أصبحت لا أستطيع حتى الكلام؛ لأن وساوس الطلاق تطاردني في كل كلمة أهم بقولها، فأصبحت حياتي جحيما بسببه، اليوم مثلا وعندما كنت أصلي الظهر أتتني وساوس كفرية في نفسي، فأحسست بقول هذه اللفظة: "الطلاق أهون من هذه الوساوس" وكنت أعني أن وساوس الطلاق تكون أهون من وساوس الكفر، مع أني والله لا أعرف إن قلتها بفمي أو تحدثت بها نفسيا؛ لأني كنت بصدد الصلاة، وأقرأ القرآن، وفي مرة سابقة كنت جالسا مع والدتي بصدد الحديث، مع العلم أن زوجتي لم تكن معنا، فقالت لي أمي: بأن شخصا ما كنت أنا قد اقترضت منه مبلغا من المال، وهو يريد ماله، فقلت: سأبقى أخلص ديوني، وبدون شعور، ولكن بدون أن أنطق شعرت بهذا اللفظ وكأنه خارج من فمي فقلت: سأبقى أسدد ديوني إلى أن أطلق، فانتابني شعور غريب لا أستطيع وصفه، ورغم محاولاتي المتعددة لتجاهل تلك الأفكار إلا أني أحس بضيق في صدري مما بدر مني، لذلك أردت استشارتكم هل وقع مني طلاق بسبب ما ذكرته سابقا؟ مع أني والله أحب زوجتي، ولا أريد الابتعاد عنها أبدا.
أعتذر على الإطالة ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلم يقع الطلاق بما ذكرت، وهذه وساوس فلا تلتفت إليها، ولا تفكر فيها، ولا تسأل عنها، ولا تعمل بمقتضاها.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، مع تجاهل تلك الأفكار تماما وعدم الوقوف عندها.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.