2015-07-10 • فتوى رقم 74478
أخي عاق لأمه وأبيه، فهو يخاصمهم ولا يكلمهم نهائيا، وكان قد تشاجر معي وتخاصمنا لفترة طويلة، ولكن عندما علمت بخطورة قطع الرحم اتصلت به وسألت عنه، المشكلة أنه يعيش معنا في نفس المنزل، ولكن في شقة في الطابق الثالث، وأنا لا أراه أبدا، فهو يخرج بسرعه وكأنه هارب من البيت، فهل عليّ ذنب إذا لم أتواصل معه باستمرار؟ علما بأنني اتصلت به مرة واحدة حتى لا أكون قاطعة للرحم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالقطيعة التامة هي المحرمة، فإن لم توجد قطيعة تامة (بمعنى أنه لو وجد سلام فقط بينهما عند اللقاء العارض) فلا حرمة في الأمر عندئذ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري، ولابد من نصيحة ذلك الأخ وتذكيره بالله تعالى وبحرمة عقوق الوالدين، ولا مانع من توكيل من يتقن نصحه بالحسنى، مع الدعاء له بالهداية، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.