2015-07-17 • فتوى رقم 74632
شيخنا أنا آسف جدا ولكن تحملني، فأنا أكرر نفس السؤال كل يوم تقريبا، ولكنني في مصيبة، أنا انتبهت أن عمل العادة السرية يتسبب في زيادة الشهوة لا إخمادها، ولكنني لا أستطيع الابتعاد عنها أكثر من ذلك، ولا أحتلم، هل عدم وجود احتلام شيء طبيعي؟ وأنا الحمد لله لا أشاهد صور خليعة أو مواقع إباحية، فلقد اتخذت قرارا على نفسي ألا أشاهدها، ولكن العادة لا أستطيع الابتعاد عنها أكثر، فأنا أعاني من الشهوة الشديدة جدا، بالإضافة إلى أن هناك ممثلة صورها تأتي في ذهني، وأريد ممارسة العادة وأنا أفكر فيها، ولا أفكر في شيء آخر سوى فعل هذه العادة أثناء التفكير فيها، مع أن هذه الممثلة بالنسبة لباقي الممثلات محتشمة، ورقيقة الوجه، ولا أعرف لماذا أفكر فيها بهذا الشكل، وكما قلت لك سيدى: لقد أصبحت موسوسا في العادة السرية، وأخشى أن تراودني هذه الأفكار وأنا مع والدي خارج البلاد، ولا شيء ينفع، قمت الليل وتوسلت إلى الله، نعم أنا أرتاح بعد قيام الليل، ولكن فجأة تشتعل نار في صدري وأريد ممارسة العادة على هذه الممثلة الآن، ولكنني أهدأ نفسي وأبكي وأقول لنفسي: سوف أمارسها بعد رمضان والعيد، ولكنني لا أريد فعلها، ولا احتلم، ماذا أفعل؟ لماذا كان لدى الصحابة رسول الله ونحن لا نجده معنا؟ هذا بالإضافة إلى المواقع التي انتشر، والنت، والصور الخليعة، وهذا الزمن القذر، هل هذا يرفع مقامنا أم ماذا?
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
العادة السرية ممنوعة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، لأضرارها النفسية والجسدية، إلا أنها باللمس أشد ضرراً، وإذا نزل بها المني (أو وصلت المرأة إلى الرعشة) يجب الغسل، وإلا فلا.
فعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى وإعلان الضعف والعجز بين يدي الله تعالى، وطلب العون والثبات منه، وأن ييسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملء وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ففي الحديث حث للشباب المستطيع على الزواج، لأنه حصن ووقاية من الوقوع في المحرم، وفيه إرشاد لمن لم يستطع بعد تحمل نفقات النكاح ومؤنته أن يصوم ففيه وقاية للشاب من الوقوع في المعاصي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.