2015-07-20 • فتوى رقم 74675
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم
أرجوا منكم جوابا شافيا وواضحا لما يقع لي، قبل سبع سنين بدأت بقراءة بعض الكتب الدينية والفتاوى، و كنت في الجامعة، فأصبحت أركز على الدراسة والصلاة في المسجد، وتركت كل الوسائل الترفيهية من موسيقى، وأفلام، والسفر مع الأهل لقضاء عطلة الصيف في الفنادق المختلطة، لكنني أصبت في السنة الموالية بإرهاق ذهني ومرض الاكتئاب، أصبحت غير قادر على إكمال الدراسة، فقررت الاستشفاء بالقرآن والرقية الشرعية، إلا أنني كنت أبقى في المنزل بسبب الإرهاق الذي يمنعني من الدراسة، وكنت أقرأ القرآن اليوم كله لتسريع الشفاء، ولا أقدر على النوم والأكل، وبعد ذلك العام تحسنت عما كنت عليه، لكنني أصبت بالوسواس القهري، ووسواس الطهارة بشكل مفرط، علما أن أهلي يسكنون في مكان منعزل، تعبت من فعل نفس الأشياء كل يوم، وأشكوا من الملل والضيق الشديد بسبب عدم الترفيه، حيت أن الأهل عندما يجتمعون على التلفاز أكون منعزلا في بيتي، وبعد سنتين شفيت من الإرهاق الذهني والحمد لله، وسجلت في مدرسة مختلطة لمدة سنتين في شعبة المعلوماتية، وبعدها أكملت سنتين في مدرسة غير مختلطة، لكن لا ندرس إلا يوم السبت والأحد، وباقي الأسبوع أقضيه في المنزل، وجدت أن الوسيلة الوحيدة للترفيه هي الألعاب الإلكترونية، ومع ذلك أشعر بالملل بسبب العزلة، ولا أقدر على الحصول على عمل، حيث إن البلد الذي أقطن فيه توجد فيه فرص قليلة للشغل، بالإضافة أنهم لا يسمحون للملتحي إطلاقا العمل، الآن أنا دائما في شجار مع أختي، تنعتني بالفاشل، وأنني ما زلت آخذ النقود من والدي وأنا عمري خمسة وعشرين سنة، والدي ميسورين، ورفضوا فتح متجرا لي، فماذا أعمل؟ مللت البقاء في المنزل كل هذه السنين، ولما أفكر في البيع أمام المساجد أقول في نفسي: ماذا سيقول الناس عني، أبوه موظف وغني وولده يبيع، انصحوني جزاكم الله خيرا، كيف أخرج من المنزل؟ فإنني أصبحت أحلم أنني سأموت، وأصبحت ضعيفا، يبدوا الضعف حتى في وجهي، وأنا أقضي أيامي في الدراسة، وألعاب الحاسوب، والفيديوهات، وأخاف أن يحبط عملي بسبب هذا، سامحوني على الإطالة، فأنني لم أجد أحدا يفتيني كل هذه السنوات السبعة، وأتمنى أن تجيبونني بتفصيل، فمن نفّث عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّث الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك بصحبة طيبة صالحة موجودة في كل بلد تقضي معهم بعض الوقت فتخرج من ضيقك وعزلتك، وأنصحك بأن تبحث عن عمل تملأ فيه وقتك، ولا داعي لمراعاة قول الناس، فصحتك أهم من قولهم، مع التضرع إلى الله تعالى في جوف الليل ليكشف كربك، ويفرج همك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.