2015-07-25 • فتوى رقم 74769
ثواب الأعمال للمتوفى
أريد أن أسأل: أمي توفيت قبل أيام بعد مرض دام معها ستة سنوات، وأشعر بضيق كبير بأنني لا أعرف ماذا أفعل ليصل ثواب ما أفعله لها، هل الدعاء كاف أم صلة رحمها؟ فأقاربها كانوا لا يصلون رحمنا، ولا يزورونا أو يسألوا عنا، حاولت التقرب منهم، لكن لا أشعر أن لهم رغبة في ذلك، ماذا أفعل؟ لقد ساعدتني أمي بعمل مشروع صغير من مالها، لكنه لم يفلح، هل لو حاولت مرة أخرى به، مع العلم أنه مازال قائما لكن لا يأتي دخل منه، هل لو حاولت مرة أخرى وأن كتب الله الرزق منه هل يحق لي أن أجعل ما يدره هذا المشروع صدقة جارية لها؟ هل لو هبت ما أقوم به من النوافل لها أي هل يصل ثوابها والتصدق كذلك؟
ارجوا إجابتي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيمكن بر الوالدين بعد موتهما بالإكثار من الدعاء لهما، ويمكن فعل ماشاء العبد من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لهما، فيصل الثواب إليهما إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجره هو شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السّبيل بناه، - أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته يلحقه من بعد موته» رواه بان ماجه.
وله أن يبرّ صديقهما، فإنّ حفظ الود لأصدقاء الأبوين هو من برهما.
وعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» رَوَاهُ أَبو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، و الحاكم في المستدرك وصححه. معنى الصلاة عليهما: أي الدعاء لهما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.