2015-07-26 • فتوى رقم 74789
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو قراءة رسالتي كاملة لأنها سوف تحدد مصيري.
أنا شاب عمري 24 عاما، أقدمت على الزوج من امرأة مطلقة، ولم يسبق لي الزواج من قبل، ورغم معارضة أهلي المستمرة لإتمام هذا الزواج إلا أنني صممت على هذه المرأة لأنها من حقها أن تعيش، وليس معنى أنها مطلقة أني أتركها، رغم أنها لا يوجد بها شيء يجعلني أتركها، معلومة: أنا لم يسبق لي الزواج من قبل، وباقي على زواجي شهر واحد من الآن، ولكن فجأة بان خطيبتي المطلقة كان لديها طفل من زوجها القديم، وذلك الطفل يعيش مع أهل والده، وقبل خطبتي لها قالت: إنها قطعت علاقتها بكل الماضي بما في ذلك الطفل؛ لأنه يعيش مع أهل والده، وبالأخص عمته العاقر التي لم يقسم لها أن تنجب، وأنه يعيش أفضل عيشة، فضلا عن أن الطفل عندما كان يأتي لها كان يقولها "أنت وحشهـ وأنا أحب أبي وعمته، وأنت لا" وقالت: إنها تركته لهم حتى لا يشعر بالتشتت بينها وبين الأب، وأن يشعر بالغيرة عندما نقدم على الزواج وأدمره نفسيا، واقتنعت بكلامها، وأقدمت على خطبتها، ولكن وجدتها تقول لي هذه الأيام: أنها سوف تعود إلى رؤية الطفل من جديد؛ لأنها تخاف أن تعذب وهذا الأمر يؤلمني نفسيا جدا، لدرجة لا تحتمل لأنها يجعلني أتذكر أنها كانت تعيش مع رجل غيري، رغم أنني قفلت تلك الصفحة، ولا أريد أن أتذكرها من جديد، وأريد أن أبدأ حياة جديدة، فضلا عن أن الطفل سوف يأتي بمشكلات ممكن أن تحدث له في البيت الآخر مع والده أو مع عماته، فيجعل ذلك زوجتي مشغولة به، وأنا كما ذكرت سابقا أريد أن أبدأ حياتي دون أي مشكلات خارجية.
أفيدوني ماذا أفعل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاستخر الله تعالى في إتمام زواجك منها، ثم اعمل بما ينشرح له صدرك، واعلم أن تواصلها مع ابنها ذلك من حقها، وبصلاة الاستخارة يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.