2015-07-29 • فتوى رقم 74823
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تبلغ من العمر 22 سنة، ومشكلتي هي أن والدتي تتصرف تصرفات تعسفية معي، ففي البداية كنت أظن أنني أنا من كنت أحكم عليها بالخطأ، لكن عندما فاقت تصرفاتها الحدود لجأت إلى والدي، فقالها لي بصريح العبارة: والدتك تغار منك يا ابنتي، وليس لديك حل سوى الصبر، ولكنني لم أعد أستطع الصبر، فبالرغم من أنني كنت فتاة هادئة إلا أنني أصبحت عصبية المزاج بسببها، فقد توصل الأمر بها أن تقول لي: أنت تغارين مني، وتقول لإخوتي أن أختكم تريد أن تزرع الفتنة بيني وبين والدكم، مع العلم أنه لا يوجد من يطيعها ويساعدها في البيت أكثر مني، فأنا الفتاة الوحيدة لقد حاولت معاملتها بشتى الطرق، لم ينجح شيء، وأنا لدي مرض مزمن، وهي تتعمد بأن تشعرني بالنقص، وتحاول تذكيري دوما به وبأنه لا أحد سيقبل الزواج مني لأني مريضة، المشكلة الآن أني أميل للجانب الديني في حياتي، وأحاول أن أرضي ربي، لكني أعلم أنه لن يرض عني مادامت هي ليست راضية عني، والآن لم أعد أمتلك أعصابي، وأصبحت أتطاول معها في الكلام، وتصل الأمور بها لأن تمد يدها عليَّ، وهي تدعو عليَّ دائما دعوات سيئة،
أرجو منكم أن تجدو حلا لي، وأتمنى أن تعلموني إن كانت أدعيتها عليَّ مستجابة أم لا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فانصحك أن تعامليها بالحسنى، وتوكلي من يتقن نصحها وتذكيرها بالله تعالى وتخويفها من عقابه، وتكثري من الدعاء لها بالهداية والرشاد، وتنصحيها أنت في أوقات الراحة والهدوء، وتتجنبي المواضيع المثيرة للجدل، ولا تكلفين أكثر من ذلك، فالواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.