2015-07-30 • فتوى رقم 74835
السلام عليكم
شيخنا الكريم، أنا شاب من حلب، متزوج منذ ثلاثة سنوات من فتاة أمها وأبيها منفصلان، وأعيش معها ومع أسرتي في الغربة بسبب الأوضاع في بلدي، سكنت أول سنة ونصف في منزل والدي، ولي أخ يصغرني بسنة، وآخر بثلاث سنوات وأنا الأكبر، أبي دائما منذ الصغر يفضل أخي الأوسط علينا، ويفضل الأصغر عني، عشنا أول سنة ونصف في بيت أبي مع بعض المشاكل البسيطة بين أمي وزوجتي، وكنت دائما أنتصر لأمي ولا أظلم زوجتي، وينتهي الأمر وأمي من النوع الطيب جدا، بعدها أنا انتقلت إلى منزل خاص، وكان الله قد رزقني بطفلة، وأخي الأوسط تزوج في نفس الوقت، وانتقل إلى منزل خاص به، كان أبي يعامل زوجتي معاملة جيدة، إلى أن تزوج أخي من فتاة سليطة اللسان تفتعل المشاكل، وأبي دائما يقف معها، ويضع الحق على زوجتي، وبدأ يهينها بدون أي ذنب سوى أنها شبه يتيمة، ووالدها لا يسأل عنها، بينما والد زوجة أخي جارنا في العمل، وصل الأمر إلى أن طردني وزوجتي الحامل وابنتي ذات ليلة بسبب أن زوجة أخي صرخت في وجهي فقلت لها: تأدبي، يعتقد دائما أنني وزوجتي نكذب مهما كان كلامنا في أي موضوع، مع العلم أنني لا أكذب مهما كلف الأمر في أي شيء، نسبت زوجة أخي كلاما لزوجتي زورا، وحلفت على القرآن كذبا، وحلفت زوجتي أنها (زوجة أخي) هي الكاذبة، وكانت زوجتي حاملا، فدعوت أنا أمام الأسرة أن يحرم الله الكاذبة من أولادها ما حييت، وضعت زوجتي ولله الحمد، وحملت زوجة أخي بعد سنة وأسقطت الجنين، فسامحتها أمام الله من ظلمها وكذبها علينا بشرط إن لم تعد لفعلها، وحدثت مشكلة أخرى أني سمعت أن زوجة أخي وبالدليل تشتم زوجها، وأخي الأصغر، وتشتمني، بأبشع الألفاظ، وتهين أمي بكلامها، فبعثت لها برسالة مع زوجتي أني عرفت بماذا تتكلم في كل مجلس وأغلب الشتائم على زوجها وأنني ربما أبلغ أخي، فردت بتهديد ووعيد إذا ما قمت بإخبار أحد، فبلغت أخي على الفور، وثار وكاد أن يطلقها فمنعته وقلت له: أدبها، انتهت المشكلة ببساطة، ووالدي لم يكلمها بكلمة سوء، مع أنه كان يهين زوجتي وعائلتها لمجرد أنه سألها سؤالا عاديا ولم يصدق جوابها، مجددا زوجتي المتهمة بأنها خبيثة، وكانت تريد خراب بيت زوجة أخي المسكينة؛ لأنها نقلت لي كلاما سمعتها تقولها في حق أبي وأمي وأخي، (في كل مشكلة كان أبي يطلب مني أن أطلق زوجتي، وفي مرة أول زواج أخي اكتشف أخي أن زوجته تكلم شبابا، وتطلب منهم التغزل بها، وتقول أنها لم تنم منذ أن فارقته....الخ فطلب أبي منه التروي وأنها صغيرة ولن يتكرر الأمر)، حصلت مشكلة منذ شهر بسبب أن زوجة أخي تعطي أوامرا وليس لأول مرة، فنشب خلاف بينهم على أثره زوجتي ضربت زوجة أخي، طبعا هذه المرة زوجتي هي المخطئة انتهى الأمر بعد 10 أيام باعتذار زوجتي، علما أن أبي لم يطلب من زوجة أخي الاعتذار مني عندما شتمتني في غيابي أمام الناس، وعندما صرخت في وجهي، أمي أسرت لي أنها تعرف أننا مظلومين، لكنها لا تستطيع أن تتكلم بكلمة مخالفة لأبي، عشنا شهرا بدون مشاكل، إلى أن سمعت زوجتي بأن زوجة أخي تزرع الفتنة بين أمي وبينها، فقررت أن تقول هذا الأمر لأبي، وتطلب منه ألا يتكرر ليستمر الاحترام، فحدثت الكارثة فجأة ثار أبي على زوجتي وشتمها وشتمني ونحن ساكتين، وطلب مني أن أطلقها لأنها شيطان كما قال، وأقنع أمي برأيه، وطلبت هي الأخرى أن أطلق زوجتي، وأنا رفضت باللين معهم، ووافقت على طلبهم أن أتزوج بأخرى لكسب بعض الوقت علهم ينسوا الأمر، لكن أبي رفض وطلب مني أن أطلقها أولا وحالا، وإلا سوف يغضب عليَّ وبدأ يذكر لي مساوئها كلها واحدة واحدة، من أول أنها نسيت نشر الغسيل في مرة من المرات، إلى أنها لم تبتسم في وجهه مرة، ولم تسلم على زوجة أخي، والخ، أركبني ليلا في سيارته، وطلب مني بهدوء أن ننهي الأمر وأطلقها، وسيعطيني ما أريد، وهو ميسور الحال والله الحمد، فرفضت باللين وطلبت منه سببا مقنعا لكي أطلقها، فكان الجواب بسبب مشاكلها مع زوجة أخي، رفضت، فغضب عليَّ وطردني من العمل معه، ومن أن أدخل بيته أبدا، وقال: أنه سوف يتبرأ مني، ولن يتركها على ذمتي لو وقف أهل الأرض أمامه، قالت أمي: أنا راضية عنك دائما، لكن لا تزورني قبل أن تطلقها، قال لي: لن أتركك بلا مال، خذ بادئ الأمر 10 آلاف دولار، قلت له: لا أريد منك شيئا، وسلمت عليهم ومشيت، هل أظلم نفسي، وزوجتي، وأولادي، وأطلق زوجتي وهي ليس لها أحد في هذا البلد غيري؟ وأبوها لا يسأل عليها، وهو في بلد آخر، وعمرها 18 سنة، مع العلم أنني أحبها وتحبني، ومشاكلي معها نادرة، وسعيدان في حياتنا، حتى في أصعب المواقف التي تصدر من أبي تبتسم بعدها وتقول: أنا سوف أفوز بحسنات من ظلمني، أم أبقي عليها؟ وأبي لا أريده أن يغضب عليَّ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس من حق والدك أن يطلب منك تطليق زوجتك لما ذكرت، ولا تعد عاقاً بعدم تطليق زوجتك، وعليك أن تقنع والدك بالحكمة واللطف واللين بإمساك زوجتك وعدم تطليقها، وتوسط كبار العائلة لينصحوه ويعظوه، وأسال الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.