2015-07-31 • فتوى رقم 74868
السلام عليك
يا شيخنا الفاضل، عندي سؤال: يزيد وضعي سوءا، والدي مصاب بمرض ذهاني، وتربيت أنا وإخوتي في وضع سيء؛ لأن هذا المرض عقلي يجعل الإنسان يصدق ويتوهم أشياء لا وجود لها، وقلنا: إنه عندما يكبر أخي سيتحمل المسؤولية ويعوضنا الله عما فقدناه، ولكن أصيب أخي بنفس المرض، وأكثر حدة من والدي، جعل حياتنا جحيما، أحيانا يحرموننا حتى من النوم، أصبحنا عصبيات جدا، لأنهما كل يوم يأتيان بأفعال وتصرفات غير عقلانية، السؤال: إني أرفع صوتي على والدي في الكثير من الأحيان بسبب تصرفاته، وأحس بأن الله سيعاقبني، ولكن ما الحل؟ وعندما نتفادى الرد عليه يظل طوال النهار يلاحقنا، ويقول: عندكم مشكلة، وتخفونها أو إنكم مرضى ولا تريدون إخباري، وعندما ننام يأتي ليوقظنا ويقول: لماذا أنتن نائمات طوال الوقت؟ عند خروجنا يظل يتصل ويقول: أحس أن مصيبة وقعت، لكن وفي مرض أخي الذي يظل يقول: إن كل الناس يريدون قتله أو يكرهونه ويهدد بالخروج بلا رجعة، مرضهما مزمن، والعلاج يخفف من المرض فقط، هل يؤاخذنا الله بتعاملنا مع والدي؟ فنحن نتعذب مرتين، مرة بسبب وضعهما وضيق ذات اليد، ومرة بسبب الإحساس بغضب الله علينا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس عليكم إلا أن تحسنوا لأبيكم قدر الإمكان، وتتجنبوا المواضيع المثيرة للجدل معه، ولا تكلفون أكثر من ذلك، وأوصيكم بالدعاء له بالشفاء العاجل في جوف الليل فإنه وقت إجابة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.