2015-07-31 • فتوى رقم 74882
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لديَّ 3 أولاد كلهم ملتزمون والحمد لله، اثنان متزوجان ويعيشان في بيوتهم مع أزواجهم وهم بارين جدا بي وبأمهم، والثالث عمره 36 سنة، يعيش معنا أنا وأمه، وسأشرح فيما يلي وضعه: أرجوا أن يتسع صدركم لطول الشرح لكنه ضروري لفهم الحالة.
حالته الصحية: كفيف لا يرى أي شيء حوله، ولكنه يقرأ عن طريق جهاز كبير مثل التلفاز يضع تحته الورقة فيكبر الجهاز الكلام فيقرأه ببطء حرفا حرفا، يستعمل باستمرار دواء للغدة لضبط عملها، ومستواه الفكري ضعيف، منذ عشرين سنة لاحظ الأطباء زيادة في وزنه فطلبوا منا ضبط وزنه عن طريق الحميات الغذائية؛ لأن الغده تسبب زيادة في الوزن وارتفاع كولسترول، إضافة إلى أنه كلما زاد وزنه كلما صعب إعادة ضبط الوزن، وأن زيادة الوزن الكبيرة تؤثر على القلب، ومن الممكن أن تسبب السكري واهتراء مبكرا لمفاصل الركب إلخ من أمراض السمنة،
المستوى التعليمي: درس حتى الصف الثامن في كندا بمساعدة المدرسين ونحن (أهله)، ثم بعد عودتنا للبلد لم يتابع الدراسة، ولكن منذ 4 سنوات تم افتتاح الأكاديمية الإسلامية المفتوحة بالرياض والدراسة بها لا تحتاج شهادات سابقة ولا حتى خروجا من المنزل، حيث أن الدراسة تتم بمتابعة الدروس على التلفاز، ودراسة المواد التعليمية، والمحاضرات من الإنترنيت، فسجلناه بها، ودرس ل 3 سنوات والحمد لله نجح (بفضل متابعة وتدريس أمه)، وأنهى الدراسة وتعتبر الشهادة مشابهة للشهادة الجامعية،
حالته النفسية: سعيدا طالما يأكل ما يريد، ويتابع ما يريد على التلفاز من مباريات وأخبار رياضة، لم نستطع إيجاد عمل له بسبب كونه كفيفا وضعيف التفكير، نصحناه مرارا وتكرارا بإملاء وقته بدراسة كتب دينية ليستفيد ويفيد، لكن لا جدوى، فهو يقرأ يوما ويترك أياما، اعتقدنا إننا إن زوجناه قد يكون ذلك بابا ليعتمد على نفسه ويكون مسؤولا، لكن زوجته لم تبق معه سوى أشهر بسبب كونه لا يستطيع الجماع (اكتشفنا ذلك بعد الزواج) ولكونه ضعيف التفكير فلا يستطيع تسيير أموره وأمور زوجته بالشكل الكامل،
شرح الحالة: منذ زمن طويل وأنا أطبق معه حمية غذائية، وتتضمن تحديد أنواع الأطعمة وكمياتها، طبعا هذا لم يرق له أبدا؛ لأنه يريد أكل ما يشاء وأن يشبع، منذ عدة سنوات كانت زيادات وزنه قليلة بسبب الحمية، واستعماله لجهاز المشي في المنزل، لكنه في السنوات الأخيرة لم يعد يمشي على جهاز المشي، بل تجده معظم الأوقات واقفا عليه، إضافة إلى أنه ولكونه جالسا باستمرار بدأت أقدامه تنتفخ لدرجة أنه لم يعد يستطيع لبس الحذاء، فطلبنا منه أن يقوم ويتحرك كل ربع ساعة ولدقيقة واحدة، فنفَّذ ذلك وزال الانتفاخ، لكنه لا يقوم بذلك كل ربع ساعة، وأحيانا يمر النهار كله ولا يمشي سوى مرة أو مرتين.
أصبح وزنه منذ 6 أشهر أكثر من الوزن النظامي حسب طوله وعمره بأكثر من عشرين كغ، فقمت بعرض نظام غذائي صارم عليه، ولكن وضعت به أشياء يحبها ولا تزيد من وزنه (وبعضها كان غير صحي مثلا: علبتين دايت كولا يوميا، لكني اضطررت لوضعها لكي يقبل)، استمر النظام الغذائي 6 أشهر، وخسر خلاله 16.5 كغ، وقد عدنا بعد ذلك للحمية العادية، وبدأ يزيد وزنه شيئا فشيئا، طلبت منه أن يقوم بالرياضة على جهاز المشي بشكل صحيح؛ ليصرف الطاقة التي يكتسبها من الطعام، وأنا سألغي نظام الحمية فيستطيع أكل ما يشاء، وبالكمية التي يريد، لكنه رفض، للمفارقة ومنذ سنين كان أخوه الثالث نحيفا، وكنا نضغط عليه ليأكل ونضغط على ابني الكفيف ليخفف أكل وبنفس الوقت كان أخوه الثاني (موظفا) يسمن وباستمرار، وكنا نوجهه ونبين له مخاطر السمنة، لكن لا نجبره بنظام غذائي، والسبب هو أنه بالغ راشد راجح العقل، وبالتالي فهو مسؤول عن نفسه ونتائج أعماله (وليس نحن)،
كخلاصة: أنا أقوم بتطبيق نظام الحمية على ابني الكفيف من حيث النوعية والكمية، وأن الهدف هو المحافظة على صحته من أمراض السمنة، فأنا وأمه الآن موجودون لكننا سنموت عاجلا أو آجلا، فمن سيقوم به بعد موتنا؟ نعتقد أن إخوته سيقومون بذلك، ولكن من المؤكد أن القيام بشاب سمين يعاني من أمراض السمنة أصعب بكثير من شاب صحيح الجسم، السؤال: هل أنا آثم بما قمت به خلال السنين السابقة مع ابني الكفيف، حيث إنني أظلم هذا الشاب فلا يأكل ما يريد، وبالكمية التي يريد، أم لا؟ لكنني قمت بما قمت به ظنا مني أنني أفيده سواء من ناحية صحته، أو من ناحية إخوته الذين سيرثون العناية به من بعدنا، وهل تنصحوني بالاستمرار بما أقوم به تجاهه؟
الرجاء التكرم بالإجابة.
وجزاكم الله كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلست ظالما له بذلك، بل لك الأجر على مساعدته في الحفاظ على صحته، وأسأل الله تعالى له العافية، ولكم أعظم الأجر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.