2015-08-16 • فتوى رقم 75115
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله شيخنا الفاضل
أنا شاب لم أتجاوز ال 21 من عمري، أدرس في كلية الطب، وقد أصابني ابتلاء عظيم من الله، كنت في يوم من الأيام مع صديق لي أحبه كثيرا، وكنا نتعاون سويا على فعل الخير، والصلاة، والصدقة وغيرها، وكنا نقوم بإعداد الطعام لتوزيعه على الفقراء، وكان دائما ما يعينني على الخير، ولكن كانت آفته أنه للأسف "شاذ" وقد تم دفعه إلى هذا الطريق بعد أصابته بكآبة في وقت صعب وذهابه إلى دكتور نفسي للعلاج، الذي قام بدوره بدفعه لهذا الطريق حسبنا الله ونعم الوكيل، وظل هو صديقي قرابة العامين وأنا لا أعرف ذلك، ولكن خلال هذه الفترة وجدته في مرة قد اقترب مني وبدأ بملامستي حتى ثارت شهوتي، ثم بدأنا نمارس سويا؛ لأنني قد ضعفت، حيث أنني شاب تملؤني الشهوة كحال باقي الشباب (ولا أعطى لنفسي العذر في ذلك)، وتكرر الأمر كثيرا، وحاولنا إيقاف الأمر كثيرا، وتعاهدنا على الخير، ولكن النفس الأمارة بالسوء دفعتنا لذلك كثيرا، وحتى علمت أنه شاذ فعليا وأنه مارس مع غيري فأفقت الحمد لله قبل أن أصل لحاله، وأحمد الله أنه أراني حقارة الشذوذ قبل أن أنغمس فيه، وسؤالي هنا شيخنا الكريم: أنه نظرا لأنني عندما استمتعت جنسيا لأول مرة قد استمتعت بصديق مثلي فقد ثبت عندي هذا الاعتقاد في نفسي، وأصبحت أميل إلى نفس جنسي كثيرا، وبالتالي أصابني عفن الشذوذ، وأنا محبط جدا؛ لذلك جربت كثيرا من الحلول الطبية والدينية ولم يفلح الأمر كثيرا، وفي وجهة نظري أن هذا الأمر بداخلي وانجذابي لمثل جنسي لن يتوقف حتى أستمتع بالجنس الآخر ليتخلى ذهني عن مثل جنسي، وبالتالي يسهل عليَّ معالجة الأمر، وهنا أسأل: هل لي أن أتزوج أنثى ليوم واحد -زواجا عرفيا- وأعاشرها وأستمتع بها كي ينضبط جهازي العصبي والنفسي على هذا، وأتحول إلى هذا الجنس، وأتخلص من الشذوذ، ثم أطلقها ثلاثا؟ هل يجوز لي ذلك؟ وخصوصا أني أدرس في كلية الطب، والتي تتميز بطول مدة الدراسة، وأني لن أتزوج قبل 10 سنوات على الأقل، وخلال هذه الفترة لن أتحمل هذا العبء القاتل، ودخولي في حالة نفسية مزرية لمحاولتي التخلص من هذا، وهل هذا الزواج العرفي يخرجني من دائرة الزنا أم لا؟
أخيرا شيخنا الكريم، أقسم لك أنه ما دفعني نحو هذا غير غيرتي على ديني، ومحاولتي التوبة، وبالمناسبة أنا لم أمارس منذ زمن بعيد (قرابة 6 شهور) منذ رأيت صاحبي وعرفت حالته، ولكن للأسف لم تنطفئ الشهوة بداخلي، وتراودني نفسي كثيرا، وهذا يؤلمني ويؤثر على اجتماعيتي كثيرا، ولكن العلاج بالنسبة لي هو يكمن في الاستمتاع بالجنس الآخر.
شكرا شيخنا الفاضل وآسف على الإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك التوبة والاستغفار والندم والتضرع إلى الله تعالى في جوف الليل، ومراجعة الأطباء المختصين، والزواج إن كان ذلك هو الحل.
فالزواج العرفي هو الزواج المستكمل لشروطه وأركانه، من الشهود والإيجاب والقبول وموافقة الزوجين والولي، ولكنه غير مسجل رسمياً لدى السلطات المسؤولة في الدولة، وهو صحيح، ولكنه غير مستحسن لما قد ينتج عنه من ضياع للحقوق.
ويستوي أن يكون سرا أو مشهرا بين الناس ما دام عليه شاهدان، هذا مذهب جمهور الفقهاء، واشترط المالكية لصحة العقد الإشهار قبل الدخول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.