2015-08-21 • فتوى رقم 75197
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إني أعاني من مشكلة يتحدد عليها مستقبلي، أرجو المساعدة لأنني لا أستطيع النوم بسببها، أنا شاب عمري 27 سنة، دخلت إلى أحد مواقع الشات الصوتي، وتعرفت على بنت، وبعد أيام قليلة قالت لي: بأنها صابئيّة متزوجة، ولديها طفل وتسكن في السويد، لكنني برغم ذلك بقيت أتحدث معها، قالت: بأنها لا تعيش مع زوجها حياة طبيعية، وأنها لا تحبه، ولا تتفق معه في شيء، ومشاكلهم يومية، وبعد فترة عندما بدأت أتحدث عن الإسلام قالت: إنه يحرضها على اللبس القصير والمايوه، وإذا لبست لبسا محتشما يقول لها: أنت متخلفة، وبسبب المشاكل طلبت منه الطلاق، وذهبت إلى بيت أهلها منذ بداية الزواج، لكنه لم يستجب، وكان أهلها يلحون عليها في كل مشكلة بأن تعود، حتى إن أحد إخوتها كان يحذرها من طلب الطلاق، ويقول لها: ليس لدينا بنت تتطلق، وخلال معرفتي بها حاولت الانتحار، وعملت حادثا بالسيارة؛ لأنها تعبت من حياتها، إن خطئي هو أنني تعرفت إلى بنت متزوجة، ولكنني أقنعتها بالإسلام، وهي تقول لي: إذا صرت مسلمة لن يدعوني وشأني، وسيحاربونني، وتريد أن نتزوج، ولا أخفي أنني كنت أريد ذلك أيضا، وطبعا بعد أن يتم الطلاق والعدة، ولا أخفي أنني حرضتها على الطلاق والدخول في الإسلام، وهي اقتنعت، ولكني عدت بعد ذلك وقلت لها: بأني مخطئ في ذلك، وأنت صاحبة القرار، بعد ذلك قدمت أوراق الطلاق بعد أن ناقشت زوجها، وقالت له: بأننا يجب أن ننفصل، فنحن بيننا مشاكل كثيرة، فدعنا ننفصل بالمعروف وهو وافق، ولكن بعد ذلك بدأ يسبب لها المشاكل، وتبين أنه إنسان سيء، وهذا قبل أن تصدر المحكمة أمر الطلاق؛ لأنه يأخذ فترة 6 أشهر، بعدها بفترة قررت المحكمة أن تكون الشقة لها، وهو خرج وقررت الحضانة المشاركة للطفل بينهما، بعد ذلك هي أصبحت مسلمة بإرادتها، وهي سألت أحد الشيوخ وقال لها: بمجرد إسلامك فأنت محرمة عليه حتى لو يعلم بإسلامك، وذلك خوفا من أن يخبر أهلها ويؤذوها، لكن رغم ذلك طلبت منها أن تخبره وأن تدعوه للإسلام، فإن أسلم فقلت لها: بأنني سأتركها وهي وافقت، فأخبرته ومن ثم دعته مرة ومرتين وثلاث، وأخبرته عن الإسلام، لكنها في المرة الأولى شعرت أنه استهزأ، وبعد المرة الثالثة حذرها من أن تعلم ابنه شيئا عن الإسلام، وانقضت العدة من وقت إعلامه بإسلامها، ومن ثم سألت شيخا آخر فقال لها: بأن العدة من وقت استلام ورقة الطلاق، وفعلت ذلك وانتظرت اكتمال العدة، وزوجها لم يسلم خلال كل الفترة حتى انتهت، بل إنه تزوج مباشرة بعد استلام ورقة الطلاق، وقد يكون قبل ذلك لأن دينهم ليس فيه ضوابط، وهو غير ملتزم بأي شيء، وبعدها التقينا أنا وهي في بلاد أخرى، فهي تعيش في السويد وأنا في العراق، التقينا في تركيا، وعقدنا عقدا شرعيا بحضور شهود اثنين وشيخ عقد لنا، ولكنني (لم أدخل بها) لأنها فورا عادت إلى بلدها السويد، وأنا عدت إلى العراق، مع العلم بأن أهلها لا يعرفون؛ لأنهم سيمنعونها فهم ليسوا مسلمين، سؤالي هو: هل زواجي منها صحيح وشرعي؟ فأنا خائف من أن ما فعلته معها قبل طلاقها يحرم زواجي منها، فلقد ارتكبت معها المعاصي، مع العلم أن علاقتي بها لم تتعدى حدود الانترنت، أرجو كل الرجاء أن تساعدوني في كيفية حل مشكلتي وإراحة بالي، فأنا لا أريد أن أحيد عن الطريق الصحيح، وأبحث عن الأجر والثواب، ولو أني ارتكبت المعصية في علاقتي بها على اعتبار أنها متزوجه، ولكنني استغفرت وهي كذلك، ويوميا أستغفر وأدعوها للاستغفار.
ساعدوني جزاكم الله كل الخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك التوبة والندم والاستغفار عن الماضي، وزواجك منها صحيح إن استوفى أركانه وشروطه، وعليك أن تجتهد في تعليمها الإسلام وتتجنبا المعاصي والذنوب والآثام، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.