2015-08-23 • فتوى رقم 75220
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آسفه لأني سأطيل السؤال، لكن أود أن أعرف حكم الدين في هذا الموضوع، أنا الآن أهلي لا يخرجونني، ومانعيّ من أن أكمل تعليمي، وأيضا من الزوج من أي أحد يتقدم لي بطريقة مباشرة وبطريقة غير مباشرة، بقولهم: أني فقط معي ثانوية عامة، والمتقدمين يأتون على أساس أني كلية، فبهذا يبعدوا تماما، والحقيقة أنني عندما كنت صغيرة أبلغ 15 عاما تركتهم لجهلي، فأنا منذ صغري وأنا لا أدرى أي شيء، ولم يوجهونني لأي شيء، ولا كنت أعرف أي شيء عن الحياة، فصدمت وأصدم الآن عندما أتعرف عليها، أنا لم أكن أعلم ما هي خطورة ولا ماهي أصلا هذا الخطوة، كانت لدي مشاكل لا حد لها وعقيمة، فلا أرى أمامي سوى هذا الخيار، أعلم الآن أنه كان خاطئا ولكني فعلته أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أندم ندما شديدا والله عالما بهذا، نعم أدركت خطئي وأود لو أني لم أفعله، لكن ماذا عليَّ أن أفعل الآن أفيدوني أفادكم الله، فأهلي قد منعوني تماما عن إكمال دراستي منذ نهاية الصف الثاني الثانوي، وأنا الآن المفروض أن أكون في العام قبل الأخير من الجامعة، كل هذه المدة وأنا أجلس في البيت، لا أدرى ماذا أفعل، فأنهيت دراستي الثانوية بمجهودي الخاص، الآن أرى الجميع يذهبون ويتعلمون ويعيشون حياتهم بطريقة طبيعية إلا أنا، الآن أبي رافض أن أكمل تعليمي، ويرفضني أنا أيضا، ولا يتحدث معي على الرغم من تغيري تماما وجذريا، والجميع يشهد، وهذا أيضا بفضل أمي، فهي دائما تقول له عني السيء، هما فعلوا لي الكثير من الضرب، والإهانة، والقهر النفسي، وكل شيء يمكن لأحد أن يتخيله، أمي لا تصلي، ودائما من صغرنا تقول لنا أشياء قبيحة، وتفكر بنا تفكيرا قبيحا من وحي خيالها الخاص، لم يخطر على بال أحد منا ما كانت تقوله لنا، أشياء محرومة وكبائر عند الله، أبي الآن رافض أن يعطيني فرصة لأكمل دراستي، هذا الموضوع مر عليه أربع سنوات قضيتهم في البيت لا أعمل أي شيء أنام فقط، كرهت الحياة، نفسي بدأت تحدثني بأشياء أخاف الله منها، أفكر كثيرا في الانتحار؛ لأنني لم أجد حلا منهم، وبشهادة إخوتي أن أبي لا يعطيني فرصة، وهذا ما قاله أبي وما أكد عليه، فعندما يحدثه أحدا في أي موضوع ما نلبث أن نكمله حتى يعلو صوته، ويدعو علينا، ويسبنا، ويفعل ما يريده هو، مللت الحياة، لم تتغير منذ هذا الوقت، أود أن أدرس، فهذه حياتي ولم أفعل فيها كبائر، لم أزن، ولم أقتل، ولم أكفر والعياذ بالله، لا أدري ما أقوله للناس الذين يسألونني في أي عام أنا، والذين لم يعرفوا يتهافتون عليَّ لماذا لم أدرس، والجميع بدأ يتحدث عني بالسوء، أنا في وقت غيابي عن البيت لم أفعل كبيرة سوى أنني تركتهم لجهلي وقلة حيلتي معهم، أود أن أبدأ من جديد، ولكن في طريق صحيح، لكن الظروف لم تسمح لي بذلك، لا أدري ماذا أفعل، وكل شيء يطاردني، أنا الحمد لله أصلى، وأقرأ القرآن، وأعرف الله منذ صغري لولا هذا الذنب أو (الخطيئة) ما كانت حياتي بهذا السوء، جاءت لي فترة ظللت أستعن بالله كثيرا، أصلى القيام دائما وبكثرة، وأقرأ يوميا صورا كثيرة منها: يس، والبقرة، وختمت القرآن، ودعوت لعل الله يقبل، لكنني لم أحس بالقبول من الله؛ لأنني أود أن أصلح علاقتي مع أبي لكنه يرفض، وأخذ عني فكرة سيئة هي محيت تماما، أشعر بذنب كبير يطاردني، وأن الله غاضب عليَّ، لكنني تغيرت تماما، ولا أدري ماذا يجب عليَّ فعله، وأبي يرفضني وقاطعني، عندما كنت بمفردي كانت علاقتي مع الله أفضل، وأودها أن ترجع، ولكنني لم أستطع أن أكون في خلوة مع الله بسبب مشاركة أخواتي في غرفتي، فلم أستطع أن أناجي ربي، وأبكي وأدعوا أمامهم، ولا يمكنني أن أذهب لمكان آخر سوى غرفتي حتى لا يجيئوا ورائي، ويفكروا أنني سأتركهم مرة أخرى، وهكذا الحال معهم، مفاتيح كل الأبواب، لكن أنا أنظر لهم فقط يحبسونني بمعنى الكلمة، ولا أدري ماذا أفعل، والعمر يتقدم بي، ولم أفعل أي شيء مفيدا في حياتي، وأود أن أعيشها، فهي مرة واحدة، هذا سرد بسيط لواقع أصبح مؤلما، أرجو أن تفيدونني ماذا أفعل؟ وماذا يجب عليَّ، فاعتذاري لا جدوى منه، فأبي قلبه أسودا، وبشاهدة أخواتي الذين قالوا عني كلاما سيئا قبل، الآن أنا تغيرت، ولا يسمع لأحد.
جُزيتم عنا خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن توكلي عالما من أهل الدين والمكانة في المجتمع الذي أنت فيه لينصح أباك ويعظه ويذكره بالله تعالى، ويخوفه من عقابه، ويطلب منه قبول الخطاب وإكمال الدراسة، وإن رفض أبوك قبول الخطاب، فلك رفع الأمر للقاضي الشرعي، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.