2015-08-24 • فتوى رقم 75242
السلام عليكم
أنا شاب مسلم، أريد إن شاء الله أن أكمل نصف ديني، منذ فترة قصيرة تعرفت على فتاة، أعجبتني فصارحتها مباشرة بأني أريد علاقة على سنة الله ورسوله، وفعلا أخبرت والدي بالأمر للتقدم إلى أهل الفتاة وخطبتها بعد أن صليت صلاة الاستخارة، ولكن مشكلتي هي أني تراودني بين الحين والحين وساوس وأشعر بالتردد، فماذا أفعل؟ من بين هذه الوساوس يحدثني الشيطان بأن هناك فتاة جميلة في العمل وفتيات جميلات أخريات، وبأنه كان عليَّ ألا أتسرع في الإقبال على التقدم لهذه الفتاة والانتظار، رجاء أريد الجواب الشافي لهذه المشكلة.
بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك بأن تسأل عن دين تلك الفتاة وخلقها وسمعتها بين الناس، فإن كانت ذات خلق ودين وأخلاق حسنة، وأعجبك حسنها فتزوج منها، وأوصيك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.