2015-08-29 • فتوى رقم 75333
السلام عليكم
أرجوكم بالله عليكم ساعدوني فأنا أضيع، أنا كنت ملتزما ومحترما وكل شيء، لكن العادة لا أقدر أن أتخلص منها، أنا أصلي، لكن لا أستطيع أن أحس بالصلاة، والله أياما أصلي وأمسك السبحة وأقعد أستغفر طوال اليوم، لكن الشيطان يدخل لي، لا أعلم ماذا أفعل، لم أعد أستطيع التوقف، أصبحت في كل يوم أذنب وأتوب، ولا أشعر لا بتوبة ولا بحزن بسبب الذنب، أرجوكم ساعدوني، أنا أصبحت لا أستطيع التركيز في شيء إلا إذا فعلت العادة، وإذا لم أفعلها أشعر باضطراب في جسمي، وأحيانا ألم في عظمي، بالضبط كما لو كنت مدمن مادة كالهيروين، كل يوم أدعو الله ولكن لا فائدة، لا أعرف كيف أخشع ولا كيف أفعل اي شيء، أشعر ِأنني ضائع جدا، أرجوكم كم من مرة شكوت إليكم، والحلول تفتقد إلى المرونة الإلزامية، يعني تعطوني حكما شرعيا فقط، لا يوجد حل واقعي، وأنا لست في سن الزواج، وحتى الصيام لا يفلح معي.
أرجوكم ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك بالزواج إن أمكنك ذلك، وعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى وإعلان الضعف والعجز بين يدي الله تعالى، وطلب العون والثبات منه، وأن ييسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملء وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ففي الحديث حث للشباب المستطيع على الزواج، لأنه حصن ووقاية من الوقوع في المحرم، وفيه إرشاد لمن لم يستطع بعد تحمل نفقات النكاح ومؤنته أن يصوم ففيه وقاية للشاب من الوقوع في المعاصي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.