2015-09-09 • فتوى رقم 75491
يا شيخ أنا أريد أن ألبس الخمار لتغطية الوجه كاملا، ولبس الملاية الشرعية، فكلما أردت أن أذهب لا يتيسر، فهل يدل ذلك على أن الله لا يريدني أن ألبس الخمار أي أنني لا يجب عليَّ لبس الخمار؟ فأنا شابة ولكني غير جميلة ولا بشعة أو مشوهة بل عادية، فسبحان الله كنت أريد أن أشتري ذلك، ولكني أنتظر المال أي راتب أبي، والآن أنتظر الوقت، فأبي مشغول ويقول غدا غدا والله المستعان، أريدك يا شيخ أن تنصحني كي لا أفكر أن الله لا يريدني أن ألبسه، وهذا من وساوس الشيطان كي يجعلني أغض النظر عن لبسه، علما أني قرأت لعدة مشايخ السلف ويقولون: إنه واجب، إلا الألباني فقد أجاز كشف الوجه واليدين فهل صحيح أنه واجب أم أنه مازال موضوع الخمار يختلف فيه إن كان واجبا أم مستحبا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الأجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة بشرط ألا يكون على وجهها شيء من الزينة.
فإن كان النقاب واجبا عليك بحسب ما سبق، فعليك ألا تترددي في لبسه فورا، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.