2015-09-16 • فتوى رقم 75598
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ هل الإسلام يبيح أن الزوج يسب زوجته حتى لو كانت على خطأ يحق له أن يسبها ويرفع صوته في وجهها ويسمع الجيران به؟ وهل له الحق أن يرفع صوته ويرعبها أمام الضيوف في البيت؟ أريد أن أعرف حكم الإسلام في ذلك، وإذ لم يبيح ذلك لماذا كل هذا الصراخ؟ زوجي يا فضيلة الشيخ يصرخ في وجهي لأمور صغيرة جدا جدا، مع أني أقوم بواجباتي على قدر استطاعتي، لماذا يسبني؟ هذا عدم احترام، وحاولت كثيرا أني أنبهه أن هذا يضايقني، ولكنه يتلذذ بذلك يا شيخ، إنه يستفزني جدا، وأحاول أن أصمت، لكن إلى متى؟ أنا امرأة عصبية جدا، وهو أيضا كذلك، وعلى الزوجة دائما أن تتحمل دائما وليس على الزوج أن يتحملها ويصبر عليها؟ لماذا ينظرون أن الإسلام أعطاهم الحق أنهم يسبوا وينقصوا من قدر هذه الزوجة؟ أليست هذه الزوجة كائن حي مثله تحس لها مشاعر لا يجرحها يوجهها بلطف وبلين؟ دائما يخلق لي المشاكل الصغيرة جدا جدا، ودائما يحسسني بأني فاشلة، ودائما يجرحني، لكل إنسان عيوب، وأنا لست إنسانة كاملة، وبالمثل إنه إنسان غير كامل، لماذا تحملون على الزوجة بأنها هي التي تفتعل المشاكل؟ أليست الزوجة تتعب أيضا مثله في حمل ورضاعة وتربية الأبناء؟ ولله الحمد أقوم بكل هذا، حيث إنني أذهب إلى السوق أشترى الطلبات، وأذاكر للأبناء، وأقوم بكل هذه الوجبات، وأقوم بواجباتي المنزلية والزوجية، وحينما يطلبني ألبي رغبته وأحضر له الطعام، وأغسل ملابسه وأرتبها، لماذا اختلاق المشاكل؟ ويحسسني أنني دائما أني مقصرة، مع أنني أقوم على قدر استطاعتي والحمد لله؟ معذرة والله في إطالة حديثي لكن أنا والله يا شيخ كنت محتاجة أن أفضفض وأعبر عن كل الذي في قلبي،
معذرة.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أمر الإسلام كِلا الزوجين كل منهما بالإحسان إلى الآخر وحسن معاملته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) رواه الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال:(التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره). أخرجه النسائي.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تحث المرأة على طاعة زوجها واحترامها له.
وقد أمر الإسلامُ الزوجَ بحسن معاملة زوجته والإحسان إليها فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء خيراً)) متفق عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.