2015-09-23 • فتوى رقم 75735
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: أنا مسافر للسعودية حاليا، وقمت ببناء بيت على أرض الوالد، وقد تنازلت عنه لأخواتي، وأنا حاليا لم أمتلك سوى قطعة أرض وأسعى لبنائها، وكان هناك بيت الأسرة القديم موجود به أخوات والدي، وعندما أرادوا حقهم في البيت فتحدثت إلى والدي وقال: بأنه يريد أن يأخذ البيت، فتحدثت معه أنني لا أملك مالا الآن، وخصوصا على مبلغ ما يقارب 40000 ريال أقوم بتسديده الآن، وعندما قلت له: أنا لا أريد بيوتا غضب مني ولم يكلمني حتى الآن، على الرغم أنني كل يوم اتصل مرة مرتين ولا يرد عليَّ، سؤالي جزاكم الله خيرا: هل أنا عاق لوالدي؟ وأخاف أن أقع في العقوق وجزاكم الله خيرا، على الرغم من ذلك زوجتي في بيت أهلها لأن هناك أيضا مشاكل مع والدي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تستمر في الاتصال به وتجتهد في بره والإحسان إليه، ولا تكلف أكثر من ذلك، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8). وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.