2015-10-02 • فتوى رقم 75860
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبي وأمي متزوجان منذ ثلاثين سنة، وكلاهما موظفان في القطاع الحكومي، وهناك الكثير من الخلافات تحصل بينهما من حين إلى الآخر، ولكن في الفترة الأخيرة من هذا العام اشتدت وتيرة الخلاف بينهما، إلى أنه في يوم من الأيام نشب شجار شديد بينهما، مما أدى بأبي بأن يطرد أمي من المنزل، فخرجت أمي على أثر ذلك إلى بيت أخيها الأكبر، بعد مرور شهرين من الحادثة حاول أبي استرجاع أمي وأعطاها مقدارا من مجوهرات الذهب كنوع من الاسترضاء، وطلب منها عن طريقنا نحن أولاده بأن نعيدها إلى المنزل، ولكن أمي قبلت بالذهب ورفضت العودة إلى المنزل، وطلبت بأن نخبر أبانا بأنها تريد الطلاق منه، وأنها لا تريد العودة إليه أبدا؛ لأنه كما تقول: بأنه أهانها وأذلها كثيرا، وهي متحملة لسوء طباعه وتعامله طيلة فترة زواجهما، ولا أخفيكم سرا بأن طباع أبي وأمي غير متوافقان أبداً، فأبي من النوع المتقلب الحاد في المزاج واتخاذ القرارات والغضب السريع، وأمي من النوع الذي يرى نفسه دائما بأنه على صواب، أي بالمختصر كلاهما لم ينسجم مع الآخر.
فتساؤلاتي يا مشايخنا الكرام هي كالتالي:
إذا استجاب أبي لطلب أمي وطلقها طلاقا رجعيا أو بائناً، فما هي الواجبات والالتزامات التي عليه نحوها ونحو أولاده؟
وإذا لم يوافق أبي على الطلاق، فما هي نظرة الشرع من موقف أمي وعدم قبولها العودة إلى أبي لأنها تشعر بأنها مظلومة؟ علما بأنه لديهم أربعة أولاد ذكور من بينهم أنا الأكبر 31 عاما، والأصغر 21 عاما، وبالمناسبة أنا متزوج وأعمل في شركة خاصة، أما بالنسبة لبقية إخوتي فأحدهم متزوج ولديه طفل صغير، ولكنه لا يعمل، بل يعتمد على مصروف معين من أبي وأمي، وإخوتي الآخران عازبان أحدهما عاطل عن العمل، والآخر يدرس في الجامعة، وهم ايضا يعتمدان على مصروف معين من أبي ومن أمي ومني كذلك.
أرجو منكم الرد على تساؤلاتي وإعطائي الجواب الشافي في حكم الشرع الكريم.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن طلقها فلها كامل المهر إن لم تكن أخذته من قبل مع نفقة العدة، ولا شيء لها سوى ذلك، والأفضل أن تختاروا أناسا من أهل الفضل والصلاح والمكانة ليصلحا بينهما بالمعروف، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.