2015-10-05 • فتوى رقم 75870
السلام عليكم
أختي تمر بظروف ضائقة مادية صعبة جدا، وهي إنسانة تخاف الله في كل شيء، ولكن زوجها كسول، ولا يصلي ويتطاول على الله، وهي في هذه الظروف منذ أكثر من 3 سنوات، وتدعوا الله ليلا نهارا، ولم تنحل الأزمة حتى أن كل من يعرفها يدعوا لها، هل عصيان زوجها وتطاوله هو السبب؛ لأنها إنسانة طيبة لا تؤذي أحدا، وتصلي وتصوم، وتقوم الليل أحيانا، وتصل الرحم، وتفك المعذور، وربت 5 بنات وولد، وزوجت 4 منهم بدون الاعتماد على زوجها، إنها تحمل المسؤولية كاملة، أكل، شرب، لبس، تعليم، جهاز، زواج، كل الوجبات تجاه أولادها، فما سبب وراء كلما يحدث لها.
الرجاء الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
المصائب والابتلاء قد تكون دليلا على محبة الله عز وجل للعبد، إما تكفيرا لذنوبه أو رفعا لدرجاته إذا لم يكن له ذنب.
وإذا أحب الله عبداً ابتلاه، وأمر المؤمن كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
ومع ذلك فالدعاء مطلوب وهو مخ العبادة، مع الالتزام بما أمر الله تعالى وما نهى عنه.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم اصرف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم)).
وروى الإمام أحمد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها، إلا أجره الله في مصيبته، وخلف له خيراً منها، قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ثم عزم الله عز وجل لي فقلتها اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم))
وأقول لهذه الزوجة: عليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولك أن توكلي أهل المكانة والرأي لينصحوه ويعظوه..، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.