2015-10-09 • فتوى رقم 75967
السلام عليكم
يا شيخ سؤالي هو: أنني عندما كان عمري 12 سنة كنت أدخل مع ابن عمي إلى الحمام ونمارس الجنس، وكذلك فعلت الأمر مع ابن خالتي وأصدقائي، لكن يومها لم أكن أعرف أن ذكرا فوق ذكر لا يذكر اسمهما في الجنة، هل صحيح يا شيخ أن الله لن يعفو عني إذا كان ممكن العفو ماذا يجب أن أفعل ليعفو عني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة مفتوح والله تعالى يقبل التوبة عن عباده، واللواط (ومقدماته) محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما على من مارس هذا الفعل الشنيع إلا أن يبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد في توبته.
وعليه أن الإكثار من الدعاء وأن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، مع عمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كان راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.