2015-10-14 • فتوى رقم 76004
أولا: الحمد لله الذي مكنني من مراسلتك لأستفتيك وأسألك بالله ألا تتضايق من طول سؤالي، ثانيا: في السؤال الماضي قلت لي: إنها وساوس، ولكن يا شيخ أريد معرفة الحكم من فضلك، فإني على يقين أني عندما ذهبت لأسأل عن عدالة الشاهد الصغير أنا متيقن أنه أخبرني أنه غير ملتزم بالفرائض، ولكن أشك هل قال: إنه لا يصلي أبدا ويصلي الجمعة ويصوم، أو قال لي: إنه يصلي أياما ويترك أياما ويصلي ويصوم وأيضا، يا شيخ لم تخبرني هل يشترط ذكر اسم زوجتي أثناء العقد، أم يكفي بأني أخبرت الشاهد الكبير فقط بالأمر قبل العقد؟ وأخبرته أني أريد تجديد العقد عليها، وذلك لأني أشك أنه لم نذكر اسمها، وهذا الشك قوي عندي لأن الذي لقننا صيغة العقد رجل عادي وليس عنده فقه، ثالثا: سوف أخبرك بما حصل بعدها وهذا كله كان في رمضان، ونظرا لقلة العلماء في بلدي وخوفا من الحرام وبطلان هذا العقد بهاذين الشاهدين وشكّي في عدم تعين اسم الزوجة قررت أن أعيد العقد، ولكن من كثرة التفكير والوساوس بعقد الزواج على مدار اليوم أصابني نوع من الوهن واليأس والقنوط وقلة الإيمان، وأصبحت أفكر هل دين الله صعب كل هذا! واسترسلت أياما في ذلك حتى أصبحت أسيئ الظن بالله والعياذ بالله، وأصبحت تأتيني أفكار الملحدين على مدار اليوم، وبدأ التشكيك داخل رأسي يسيطر عليَّ شيئا فشيئا، وكان التشكيك في رأسي يسيطر عليَّ وأقتنع بأفكار الملحدين لمدة 7 ثواني، ثم آخذ بالأسباب القولية وأستعيذ بالله، وأقرأ الأذكار، وأنطق بالشهادتين، وأغتسل حتى أكون مسلما على الأقل ولو بدون إيمان، وسرعان ما أخرج من الحمام حتى ترجع الأفكار والتشكيك وأرجع وأغتسل، ومع هذا ذهبت لتجديد العقد وأنا عند والدها جاءني الشك في الله واستولى عليَّ فقررت تأجيل العقد بعد أن أذهب للبيت لأغتسل وأنطق الشهادتين حتى لا يكون العقد باطلا بسبب الردة، واليوم التالي اغتسلت في الصباح وذهبت لتجديده، وأنا في الطريق جاءني التشكيك وسيطر عليَّ وكنت أقتنع به لمدة 7 ثواني، ثم أقول الشهادتين، وكنت أحاول الأخذ بالأسباب القولية الظاهرة لصرفه بالأذكار والاستعاذة حتى أكون مسلما على الأقل، على أمل أن يرجع إيماني اليَّ بعد العقد، ولكن دون جدوى، وأحس أن الله طبع على قلبي، وكان هذا وأنا صائم في رمضان، حتى عندما حضر الشاهدين كنت أتشاهد في نفسي من جهة، والتشكيك من جهة أخرى يمتلكني، وبعد أن تم العقد كان التشكيك يلاحقني، ومع ذلك لم أتوقف عن الاستعاذة والأذكار، ولكن الذي أعلمه يقينا رغم ذلك التشكيك الذي يسيطر عليَّ والعياذ بالله أني لو قتلت قتلا ما كنت لأن أترك الصلاة أو أترك النوافل، أو اعمل بمقتضى هذا التشكيك، وكنت أصلي في المسجد، والذي أخاف منه الآن أن الفكرة كانت تأتيني وأقتنع بها لمدة 7 ثواني أو أكثر بقليل، ثم آخذ بالأسباب القولية لأكون مسلما على الأقل، وأستغفر الله، وأنطق الشهادة وقتها، وأخاف بعد ان تم العقد من أن تكون حصلت ردة وانفساخ للعقد قبل أن أجامعها؛ لأن هذا التشكيك حصل بعد العقد وقبل جماعها، وأحيانا أقول لنفسي أنا أكذب لأني صحيح أني كنت أستغفر الله وأنطق الشهادة وأقول الأذكار وأدعو الله بالثبات وهذا كله من الأسباب القولية الظاهرة، ولكن قلبي ليس مؤمنا، والله أمرنا بعدم الشك ويقول: (ثم لم يرتابوا).
أرجوك أغثني يا شيخ ولو أعطيتني جوابا مفصلا لكان خيرا لي حتى أطمئن.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فتلك وساوس فلا تلتفت إليها أصلا، ولتستمر في حياتك مع زوجتك، ولن أجبك مجددا حول هذا الموضوع فأرجو أن تتوقف عن الأسئلة حوله، وأسأل الله لك الشفاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.