2015-10-26 • فتوى رقم 76192
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت في الإعدادي كان يدرس معي زميل وقد أغواني الشيطان فقمت بطعن فيه وتشويه سمعته، وجعل الناس يكرهونه، ويبتعدون عنه، فقد أغتبه بأكاذيب لا أساس لها من الصحة في وقت غيابه، بأنه مجنون، وناقص عقل، وقد شاع عند الناس أنه مجنون، وأصبح الجميع يمقتونه، ويبتعدون عنه، وهذا ما كون له انعزالا، وسوء الحالة النفسية، وفقد الثقة بالنفس، والضعف في نفس ذلك الشخص، وانهيار تام، والأسوأ من ذلك كان يدعو الناس إلى التمسك بالدين والقرآن والسنة، وكنت أنا أدعو إلى اللهو والمجون، انتقام الله مني لقد وهب الله ذلك الشخص عقلا حكيما وقوة عظيمة في نفسه فتغلب على تلك العقبات رغم محيطه وظروفه الصعبة فكسب ثقة كبيرة بنفسه، وقد نجح في فصله الدراسي، واكتسب مالا طائلا، ومكانة رفيعة في المجتمع، وصحة كبيرة، وجمالا في الوجه، فأصبح الناس يضربون به المثل من ناحية الوسامة، والثروة، والحكمة، وأنا الآن فقدت وظيفتي بعد أن كنت أعمل في الصحراء الحارقة وبراتب بسيط، وأصبح الجميع يكرهني لأن عملي بسيط، وفقدت معظم أصدقائي، وأصبحت الكآبة السكن الوحيد في قلبي، وأفكر بالانتحار، وليس لديَّ مالا لأشتري حتى الضروريات، وعندها أبكي كثيرا لجرائمي، فما الحل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحل أن تندم على ما كان منك مع معاصي، وتستغفر، وتبكي في جوف الليل، وتتضرع إلى الله تعالى وتكثر الخشوع بين يديه، وتسأله العفو والمغفرة، وأن يكشف عنك ما نزل بك، والله تعالى يغفر ويُكرم، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.