2015-10-26 • فتوى رقم 76207
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد حالا لمشكلة لصديق لي، هو تم الاعتداء عليه وهو طفل عنده 5 سنوات أكثر من مرة من أحد أقاربه، ثم حاول أن يبلغ والديه ولكنه من خوفه منهم لم يقل لهم المضمون، هو حاليا يمارس الجنس، ويمارس فيه الجنس من شباب ورجال، وهو ينام معهم، هل يوجد توبة له أو حلا يجعله يكف عن ذلك؟ مع العلم أنه يخاف أن يصلي، وحاول كثيرا الابتعاد ولكن يعود إلى ما يفعله مرة أخرى، الرجاء الإفادة لأهمية وخطورة الموضع، نظرا لأنه انتشر كثيرا في الآونة الأخيرة في بلدنا وبلاد المسلمين.
واللهم أعفنا مما ابتليني ومما ابتلى به غيرنا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط من الكبائر التي نهى الله تعالى عنها وزجر بوعيد شديد، بل هو من أشد المحرمات، ومناف للفطرة البشرية؛ وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك فإنني أدعوه فورا إلى التوبة النصوح بالندم الطويل والاستغفار الكثير والبعد عن رفاق السوء، وعن الخلوة بهم وعن ممارسة الرزيلة معهم، وأدعوه كذلك إلى فعل الصالحات من الأعمال، كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114]. والله تعالى يغفر توبة العبد إن تاب توبة نصوحا، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53]
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.